أسرار في علاقة شادية بأزواجها الثلاثة وسبب إصابتها بالاكتئاب الشديد
الفنانة شادية، هي واحدة من أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، وصاحبة صوت شجي أثرت به وجدان الملايين، استطاعت أن تجمع بين التمثيل والغناء لتصبح "دلوعة السينما" وأيقونة فنية خالدة، تركت بصمة لا تُمحى بأعمالها التي امتدت لعقود، واحتلت مكانة مميزة في قلوب الجماهير بفضل موهبتها الكبيرة.
لمحات من حياة دلوعة الشاشة العربية شادية
ويرصد موقع الموجز، أبرز محطات حياتها ومسيرتها الفنية، وُلدت شادية في حي الحلمية الجديدة بمنطقة عابدين في القاهرة يوم 8 فبراير عام1931، يعود أصل عائلتها إلى محافظة الشرقية، مع جذور شركسية، والدها أحمد كمال شاكر كان مهندسًا زراعيًا يعمل في المزارع الملكية، ووالدتها مصرية من أصول تركية، حملت عند ولادتها اسم "فاطمة أحمد كمال شاكر"، وهو الاسم الذي اختاره والدها لها.
نشأت شادية في أسرة بسيطة، وكانت لها أربعة أشقاء: طاهر، محمد، سعاد، وعفاف، اتبعت شقيقتها عفاف طريق الفن لفترة وجيزة قبل أن تعتزل مبكرًا.
بداية مشوار شادية الفنية
بدأت مسيرة شادية الفنية عندما اكتشفها المخرج أحمد بدرخان، الذي كان يبحث عن وجوه جديدة، خضعت لاختبارات الأداء في استوديو مصر، ونالت إعجاب الجميع، لكن المشروع الذي كان من المفترض أن تبدأ به لم يكتمل، ظهرت للمرة الأولى في فيلم "أزهار وأشواك" بدور صغير عام 1947 بعد أن رشحها بدرخان للمخرج حلمي رفلة، الذي قدمها في أول بطولة لها أمام محمد فوزي في فيلم "العقل في إجازة"، حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وتلقت عنه أجرًا بلغ 150 جنيهًا، ليصبح هذا الأجر بداية مسيرتها المهنية، تبع ذلك سلسلة من النجاحات مع محمد فوزي في أفلام مثل "الروح والجسد"، "الزوجة السابعة"، و"بنات حواء".
رجال في حياة الدلوعة شادية
حياة الفنانة الراحلة شادية كانت مليئة بالقصص المثيرة، ومن أبرز تلك الحكايات قصة حبها الأولى التي ارتبطت بضابط شاب من صعيد مصر كان يعمل في الجيش.
في عام 1948، دخل هذا الضابط الوسيم والأنيق حياة شادية، فوقعا في الحب، وتمت خطبتهما في حفل عائلي بسيط، لكن القدر كان له رأي آخر، إذ استشهد خطيبها خلال حرب فلسطين في نفس العام، تلك الصدمة القاسية قلبت حياتها رأساً على عقب.
في مقابلة قديمة، تحدثت شادية عن تلك اللحظة المؤلمة، عندما عادت من العرض الخاص لفيلمها الأول وعلمت بخبر وفاة خطيبها، دخلت في نوبة بكاء وانهيار، ورفضت كل عروض الزواج التي تلقتها بعد ذلك، مفضلة التفرغ الكامل للفن لتجد فيه عزاءً لحزنها العميق.
في تلك الفترة، كانت شادية في التاسعة عشرة من عمرها، وقد طلبت من خطيبها أن يكتب لها رسائل يومية من الجبهة، مثلما كان يفعل خلال دراسته في الكلية الحربية، لكن الأيام مرت دون أن تصلها أي رسالة، حتى تلقت أسرتها ظرفاً يحمل ختم الجيش المصري، يحمل كلمات موجزة: "توفي الضابط أحمد شهيداً في ساحة القتال".
للتخفيف من الصدمة، نصح المحيطون عائلتها بالانتقال إلى مسكن جديد، انتقلت الأسرة إلى شقة في الزمالك، واستقرت هناك حتى زواج شادية من الفنان عماد حمدي.
لاحقاً، أثيرت شائعات حول زواجها من الكاتب الصحفي مصطفى أمين، وكُشف عن تلك العلاقة بعد القبض عليه بتهمة التجسس في عام 1965، حيث ظهرت وثيقة الزواج التي أكدت الأمر، المثير أن الشائعات في البداية ربطت الزواج بمطربة أخرى، ورجح البعض أنها أم كلثوم.
كما عاشت شادية قصة حب أخرى مع الفنان فريد الأطرش، وقدما معاً فيلمين، لكن العلاقة لم تكتمل دون توضيح للأسباب، أما علاقتها بكمال الشناوي، فظلت لغزاً لم يُحسم، حيث قدم الثنائي معاً 33 فيلماً، وانتشرت شائعات عن علاقة عاطفية بينهما، ورغم ذلك، أكد كمال الشناوي حتى وفاته أن الزواج بينهما لم يحدث، وإن كان الجمهور قد صدق العكس.
أما زواجها من الفنان عماد حمدي، فانتهى بسبب الغيرة، خاصة أن شادية كانت في قمة جمالها بينما كان يكبرها بسنوات كثيرة. وبعد انفصالهما، غنت شادية أغنية "حكايتي كانت وياك حكاية"، التي كتبها الشاعر كمال منصور بتوجيه من شادية، لتعبر كلماتها عن تفاصيل تلك العلاقة.
أما زواجها من الفنان صلاح ذو الفقار، فكان أكثر هدوءاً، وامتاز بطبيعة ذو الفقار المرحة، وقدما معاً العديد من الأعمال الفنية، وانتهى زواجهما بشكل هادئ ودون صدام.
سبب مرور شادية بفترة اكتئاب عميقة
عُرفت شادية بحبها الشديد لوطنها، وكان لهذا الحب تأثير كبير على حياتها، بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، مرت بفترة اكتئاب عميقة، لكن تصوير فيلم "لمسة حنان" في بيروت ساعدها على تخطي هذه الأزمة.
قدمت شادية خلال مسيرتها الفنية الغنية مسرحية واحدة هي "ريا وسكينة"، التي حققت نجاحًا لافتًا، كما شاركت في أربعة مسلسلات إذاعية، منها "صابرين"، "سنة أولى حب"، و"نحن لا نزرع الشوك"، بالإضافة إلى ذلك، قدمت حوالي 500 أغنية و112 فيلمًا، مما جعلها واحدة من أبرز رموز الفن العربي.
اعتزال شادية
خلال عام 1986، ابتعدت شادية معلنة اعتزالها الفن، تاركة وراءها إرثًا فنيًا ضخمًا، وأثناء عام 2017، تعرضت لوعكة صحية إثر إصابتها بجلطة دماغية، ونُقلت للمستشفى وزارها وقتها الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته، وهذا رفع من روحها المعنوية قبل أن ترحل عن عالمنا في نفس اليوم بعد صراع مع المرض، تاركة خلفها ذكرى لا تُنسى.
اقرأ أيضاً