حلال ولا حرام؟.. دار الإفتاء توضح حكم استخدام جوزة الطيب
حكم جوزة الطيب.. أثار موضوع حكم جوزة الطيب في الإسلام جدلاً واسعةً في الأوساط الدينية والشرعية، حيث يتم تداول هذا السؤال بشكل مستمر بين الناس، خاصة في ظل استخدامها في الطهي والتوابل والمشروبات، ولأن الشريعة الإسلامية تحرص على توجيه المسلمين نحو ما هو نافع لهم وما يتوافق مع القيم والأحكام الشرعية، فقد قامت دار الإفتاء المصرية بتوضيح حكم استخدام جوزة الطيب من خلال دراسة شرعية علمية.
والحديث عن جوزة الطيب يتطلب التمييز بين استخدامها كتوابل للطعام وبين استخداماتها الأخرى في بعض العلاجات أو الأغراض الترفيهية، مثل تدخينها أو تناولها بكميات كبيرة، فبينما تعتبر جوزة الطيب من التوابل المباحة في الطعام بشكل معتدل، فإن هناك بعض المحاذير في حال استخدامها بكميات مفرطة أو في غير موضعها الشرعي، وفيما يلي ينشر موقع الموجز في التقرير التالي حكم جوزة الطيب.
حكم جوزة الطيب
اختلف العلماء في حكم استخدام جوزة الطيب إلى قولين رئيسيين: الأول يرى حرمة استخدامها بكميات قليلة أو كبيرة، في حين يرى آخرون جواز استخدام القليل منها إذا كانت مغمورة مع مواد أخرى.
وقد ذكر ابن حجر الهيتمي - المتوفى سنة 974 هـ - في سياق الخلاف الذي حدث بين أهل الحرمين ومصر حول حكم جوزة الطيب: "هل قال أحد من الأئمة أو مقلديهم بتحريم أكل جوزة الطيب؟"، وأكد شيخ الإسلام ابن دقيق العيد بأنها مسكرة، كما قاسها ابن العماد على الحشيش، ووافق المالكية والشافعية والحنابلة على اعتبارها مسكرة، مما يجعلها تدخل تحت النص العام «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام»، أما الحنفية فاعتبروا جوزة الطيب إما مسكرة أو مخدرة، وبالتالي فهي محرمة لأنها تفسد العقل.
جواز استخدام القليل من جوزة الطيب
وفي "الندوة الفقهية الطبية الثامنة" التي عقدت في الكويت عام 1995، أكد المشاركون أنه يجوز استخدام القليل من جوزة الطيب في الطهي لتحسين نكهة الطعام دون أن يؤدي إلى التسمم أو التفتير، إذ أن المواد المخدرة محرمة إلا إذا كانت لغرض علاج طبي وبالجرعات المحددة من قبل الأطباء، كما أوضح الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي أنه لا مانع من استخدام القليل من جوزة الطيب في الطعام والكعك، في حين يحرم استخدامها بكميات كبيرة لأنها مخدرة.
رأي الدكتور علي جمعة في حكم جوزة الطيب
أكد الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق، أنه يجوز استخدام القليل من جوزة الطيب طالما لا يؤدي إلى فتور الجسم أو الشعور بالخمول والكسل، كما أضاف أن جوزة الطيب هي ثمرة شبه كروية تحتوي على مادة مخدرة تعرف بالميرستسين، وقد يؤدي تناول كميات كبيرة منها إلى التسمم، وبناءً على ذلك، اتفق الفقهاء على تحريم تناول جوزة الطيب بكميات تؤدي إلى السكر أو التخدير، بينما أجاز بعض الأئمة تناول القليل منها إذا كانت لا تسبب تلك الأعراض.
وقد نقل الإمام الرملي الشافعي في "فتاويه" عن حكم أكل جوزة الطيب، قائلاً: “يجوز تناول القليل منها ويحرم الكثير”، كما قال العلامة الحطاب المالكي في "مواهب الجليل": "أجاز بعض أئمتنا أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ بشرط أن تختلط مع الأدوية".
التجارة في جوزة الطيب
أما بالنسبة للتجارة في جوزة الطيب، فقد أشار الدكتور علي جمعة إلى أنه لا بأس بها طالما أنها تستخدم ضمن الضوابط الصحية المقررة من قبل منظمات الأغذية والصحة، فإن كان استخدامها على الوجه الجائز فلا حرج فيه، ولكن إن استعملها الشخص على الوجه المحرم فإن الحرمة تقع عليه وحده.
اقرأ أيضًا:
موضوعات خطب الجمعة لشهر ديسمبر 2024 من وزارة الأوقاف
كيفية صلاة قيام الليل وأفضل أوقاتها وعدد ركعاتها