التصعيد الدموي مستمر.. ماذا يحدث في ولاية الجزيرة السودانية؟
كانت ولاية الجزيرة في السودان تعرف بالهدوء النسبي، بعيدة عن الصراعات الدائرة في مناطق أخرى من البلاد.
ومع ذلك، أصبحت اليوم محورًا للمآسي، حيث تعرضت مدينة الهلالية التابعة لولاية الجزيرة لمجزرة دموية تسببت في مقتل المئات، نتيجة الرصاص والتسمم الغذائي، مما يسلط الضوء على معاناة المدنيين في ظل صراع مدمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويرصد الموجز التفاصيل.
ولاية الجزيرة في السودان
مجزرة الهلالية
أفادت وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي أن مدينة الهلالية شهدت خلال الأيام الأخيرة مذبحة أودت بحياة 120 شخصًا، بينهم من قُتلوا بالرصاص وآخرون توفوا بسبب التسمم الغذائي.
وأوضح البيان أن المئات من المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء، محتجزون كرهائن في عدة مواقع داخل المدينة، حيث يفتقرون إلى أبسط الخدمات الطبية.
حملات انتقامية مروعة
أشارت الخارجية السودانية إلى أن مجزرة الهلالية في ولاية الجزيرة ليست حالة معزولة، بل جزء من حملات انتقامية تنفذها قوات الدعم السريع ومليشيا الجنجويد.
وشنت هذه المليشيات هجمات مروعة على قرى ومدن شرق ولاية الجزيرة، مثل قرية السريحة، مما أسفر عن مقتل المئات، وحرق منازل المدنيين، وتشريد آلاف الأسر.
التسمم الغذائي.. وجه آخر للمعاناة
تعد حالات التسمم الغذائي جزءًا من المأساة التي يعيشها السكان المحاصرون في الهلالية، فقد أُبلغ عن نقص حاد في الغذاء والماء، مما يزيد من معاناة المدنيين العالقين، خاصة مع سيطرة المليشيات على المرافق الصحية ومنع وصول المساعدات الطبية اللازمة.
تصعيد الهجمات في دارفور
ولم تقتصر العمليات الانتقامية على ولاية الجزيرة، حيث تعرضت مناطق في شمال دارفور لهجمات مشابهة بعد فشل قوات الدعم السريع في السيطرة على مدينة الفاشر.
ووفقًا للتقارير، جرى حرق أكثر من 40 قرية في محاولة لاستدراج تدخل دولي تحت ذريعة حماية المدنيين، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز مواقع قوات الدعم السريع في الصراع.
دعوات لتصنيف الدعم السريع كـ"جماعة إرهابية"
دعت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد قوات الدعم السريع، بما في ذلك تصنيفها كجماعة إرهابية، وملاحقة قياداتها على المستوى الدولي.
وأكدت الوزارة على أن دعم أو استضافة عناصر هذه المليشيات يجب أن يُعتبر شراكة في الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين السودانيين.
ضغوط دولية لإنهاء الصراع وتفادي الكارثة الإنسانية
مع تزايد تصاعد العنف في السودان، تدعو المنظمات الدولية إلى إنهاء النزاع، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد بدفع البلاد إلى حافة المجاعة.
ومنذ بدء الصراع في أبريل 2023، قُتل نحو 20 ألف شخص، بينما شُرد أكثر من 11 مليون سوداني بين نازح ولاجئ.
وازداد الوضع سوءًا مع نقص الغذاء والخدمات الأساسية، مما يستدعي استجابة دولية عاجلة لمنع كارثة إنسانية كبرى في السودان.
اقرأ أيضًا:
آخر تطورات الأوضاع في قرية ود النورة السودانية بعد مقتل 100 سوداني
الجيش السوداني يشن أكبر عملية برية لاستعادة ولاية الجزيرة.. والبرهان: سنحتفل بالنصر قريبًا