حكاية أبو السعود الإبياري من كاتب مغمور إلى "موليير العرب"
قدم الكاتب الراحل أبو السعود الإبياري، أعمال لا تنسى في السينما والمسرح ولقب ب" موليير العرب" وقام بتأليف العديد من المونولوجات والروايات وانتقل من الفقر إلى الغنى والشهرة.
في إطار ذلك، يرصد موقع الموجز أبرز محطات أبو السعود الإبياري الذي يصادف عيد ميلاده اليوم.
نشأة أبو السعود الإبياري
وُلد أبوالسعود الإبياري في عام 1910 بحي باب الشعرية، حيث ظهرت موهبته الفنية منذ صغره، بدأ بكتابة الزجل في مجلة "الأولاد"، وأعجب بالكاتب الكبير بديع خيرى، الذي أصبح قدوته في عالم التأليف المسرحي.
لم يكن الإبيارى مجرد تلميذ، بل شريك في رحلة بديع خيرى، الذي شجعه واحتفى بمواهبه، ليصبح فيما بعد أحد أبرز كتاب السيناريو والمسرح.
البحث عن الفرص وتحديات البداية
حاول الإبيارى في بداية مشواره الالتحاق بمعهد الموسيقى، لكنه فشل في الغناء رغم ذلك، بدأ كتابة الأغاني التي عرضها على شركات الأسطوانات، حيث باعها بسعر بسيط، لكنه لم ييأس ثم كتب أول مونولوج له "بوريه من الستات" للمونولوجيست سيد سليمان، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، مما دفعه للاستمرار في الكتابة للمسرح والسينما.
اللقاء الحاسم مع بديع خيرى
عندما شعر الإبيارى أنه أنتج عملاً يستحق التسجيل، ذهب إلى بديع خيرى في منزله ليعرض عليه أولى رواياته، تلك اللحظة كانت فارقة، إذ قال له بديع خيرى: "سيكون لك شأن في التأليف بعد مدة، وليس الآن".
هذه الكلمات كانت بمثابة التحدي له، مما دفعه للعمل على تطوير موهبته حتى أصبح أحد أبرز كتاب السيناريو في مصر.
إحباطات ودروس الحياة
مرت سنوات من التحديات، حيث رسب الإبيارى في المدرسة الثانوية بسبب اهتمامه المفرط بالكتابة، وكانت حياته مليئة بالصراعات مع المخرجين والمنتجين لكنه لم ييأس، بل استمر في كتابة الروايات التي لاقت صدى كبيرًا بين الجمهور، خاصة في مسرح بديعة مصابني، حيث حقق نجاحًا باهرًا وبدأت أجره يرتفع.
من مسرح بديعة إلى السينما
بعد فترة من العمل المسرحي، انتقل الإبيارى إلى السينما، حيث كتب العديد من الأفلام الناجحة التي حققت شهرة واسعة.
أبدع في تأليف الأفلام الكوميدية وقدم العديد من الأعمال مع نجوم مثل إسماعيل ياسين، فريد الأطرش، ومحمد فوزى.
كانت أفلامه مثل "لو كنت غنى" و"الزوجة 13" من أبرز أعماله التي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
اللحظات الفارقة في حياته الفنية
لم يكن الإبيارى مجرد مؤلف، بل كان أيضًا مكتشفًا للنجوم. فقد كان له دور كبير في اكتشاف وتقديم العديد من الفنانين اللامعين مثل لبلبة، التي اختار لها اسمها الفني، وكذلك إسماعيل ياسين الذي كون معه أشهر ثنائي فني في تاريخ السينما المصرية.
موليير العرب: صانع النجوم والضحكة
لقب "موليير العرب" لم يكن محض لقب، بل كان تعبيرًا عن إبداعه اللامحدود في الكتابة الكوميدية التي ألهمت أجيالاً من الفنانين والجمهور.
كتب أكثر من 100 رواية للمسرح و80 للسينما، وجعل من نفسه رمزًا من رموز الفن المصري الأصيل.
وفاته ورحيله عن عالمنا
توفي أبوالسعود الإبيارى في 17 مارس 1996 بعد صراع طويل مع المرض.
في لحظاته الأخيرة، كان يضحك ويتحدث مع عائلته بابتسامة تعكس شخصيته المبدعة والمبتهجة، ليظل أحد أعظم الكتاب الذين قدموا للفن العربي العديد من الأعمال الخالدة.
اقرأ أيضا
حكاية أغنية ”دنجي دنجي”..تسببت في تعارف سيد درويش وبديع خيري وهذه علاقتها بوحدة مصر والسودان