بعد رحيل سامي باسو.. أسباب الشيخوخة المبكرة والفوارق مع التغيرات الطبيعية
أعلنت الرابطة الإيطالية لمرضى الشيخوخة المبكرة عن وفاة سامي باسو، الذي يُعتبر الأطول عمراً بين المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة، عن عمر 28 عاماً، وعرف باسو بكونه أكبر مصاب بمتلازمة الشيخوخة المبكرة النادرة، المعروفة عالميًا بمتلازمة هاتشينسون-غيلفورد.
سامي باسو أكبر مصاب بمتلازمة الشيخوخة المبكرة
ويعتبر باسو مثالًا للروح القتالية، حيث أن متوسط العمر المتوقع للمصابين بهذه الحالة هو حوالي 13 عامًا فقط. تظل قصته مصدر إلهام للعديدين، وتسلط الضوء على التحديات التي يواجهها المصابون بهذه المتلازمة، وفارق باسو الحياة بعد شعوره بتوعك أثناء تناول الطعام مع أصدقائه في أحد المطاعم في إيطاليا، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقد وصفت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، باسو بأنه "مثال استثنائي للشجاعة والإيمان والروح الإيجابية"، مشيرة إلى أن شجاعته وابتسامته الدائمة على الرغم من التحديات ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
إلى جانب نضاله ضد المرض، ساهم باسو بفعالية في الأبحاث المتعلقة بمتلازمة الشيخوخة المبكرة، حيث درس في جامعة بادوفا وسعى لتوضيح العلاقة بين الالتهابات والشيخوخة المبكرة، و تركت جهوده أثرًا كبيرًا في مجال البحث، مما يعكس التزامه بالعلم ومساعدة الآخرين، وتقدم جريدة الموجز خلال السطور التالية اسباب الشيخوخة المبكرة والتأثيرات والفوراق مع التغيرات الطبيعية
متلازمة "هاتشينسون-جيلفورد"
تعرف متلازمة "هاتشينسون-جيلفورد" بأنها حالة نادرة تسبب ظهور علامات الشيخوخة بشكل سريع على المصابين، مما يجعلهم يبدو أكبر سناً بكثير مما هم عليه في الواقع، وتتجاوز آثار هذا المرض المظاهر الجسدية، حيث تؤثر سلبًا على الحياة اليومية للمصابين وتقلل من متوسط العمر المتوقع بشكل ملحوظ، الذي يصل إلى حوالي 13.5 سنة دون علاج.
وتظهر هذه الأرقام مدى خطورة الحالة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير الدعم والرعاية المناسبة للمرضى، و يتطلب الأمر جهودًا جماعية من المجتمع الطبي والمراكز البحثية لتحسين نوعية الحياة للمصابين وتقديم المساعدة اللازمة لعائلاتهم.
معدل الإصابة بالشيخوخة المبكرة
وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن معدل الإصابة بالشيخوخة المبكرة هو واحد من كل 20 مليون شخص، و على الرغم من وجود 130 حالة معروفة لهذا المرض حول العالم، إلا أن هناك فقط أربع حالات مسجلة في إيطاليا، ومن المهم أن نلاحظ أن الرابطة تقدر أن العدد الحقيقي للمصابين قد يصل إلى 350 حالة، وذلك بسبب الصعوبات في تشخيص المرض، خاصة في الدول النامية حيث تفتقر الرعاية الصحية إلى الموارد اللازمة.
وتعتبر الشيخوخة المبكرة تحديًا كبيرًا ليس فقط للمرضى، بل لعائلاتهم والمجتمعات التي يعيشون فيها، حيث يتطلب الأمر بحثًا وتوعية لفهم طبيعة هذا المرض بشكل أفضل، وأهمية تقديم الدعم للمصابين به، وعلى الرغم من صعوبة الحالة، يمكن أن يسهم العمل الجماعي من قبل الجهات الطبية والبحثية في تحسين نوعية الحياة للمصابين وتوفير الدعم اللازم لهم ولعائلاتهم.
علامات الشيخوخة المبكرة
تُعتبر علامات الشيخوخة المبكرة من التحديات التي يواجهها العديد من الأشخاص، حيث تظهر تأثيراتها بشكل واضح على الجلد. للحفاظ على نضارة البشرة، هناك أربعة عناصر أساسية:
- تروية جيدة: تحتاج البشرة إلى تدفق سليم للدم عبر الأوعية الدموية، مما يوفر لها الماء والعناصر الغذائية والأكسجين.
- عناصر غذائية: يعتمد الحفاظ على صحة الجلد على توافر البروتينات والمعادن والفيتامينات من خلال نظام غذائي متوازن.
- حيوية الخلايا الجلدية: يجب أن تكون خلايا الجلد نشطة وقادرة على الانقسام والتكاثر بشكل طبيعي، بالإضافة إلى إنتاج المواد الكيميائية اللازمة للحفاظ على هيكل الجلد.
- حماية الجلد: من الضروري تجنب التعرض المفرط للعوامل البيئية الضارة التي يمكن أن تضعف البشرة.
ومع تقدم العمر، تتباطأ العمليات الداخلية في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد والترهلات، بدءًا من سن الثلاثين. يتباطأ إنتاج الكولاجين، وهو البروتين المسؤول عن مرونة الجلد.
ومع استمرار هذا التدهور، تبدأ التجاعيد في الظهور بشكل غير مرئي، ثم تتطور إلى تجاعيد واضحة وترهلات، خاصة في مناطق معينة من الوجه مثل الجبهة والعينين، أو المناطق المعرضة لأشعة الشمس.
أسباب الشيخوخة المبكرة
التعرض لأشعة الشمس: يُعتبر من الأسباب الرئيسية للشيخوخة المبكرة، حيث يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية إلى تلف خلايا الجلد، وهو ما يُعرف بالشيخوخة الضوئية. تتسبب هذه الأشعة في تحلل ألياف الكولاجين والإيلاستين، مما يؤدي إلى ترهل الجلد وفقدان نضارته.
التدخين: يسهم التدخين في تكسير الكولاجين والألياف المرنة في البشرة، مما يساهم في ظهور التجاعيد والتهدل.
سوء النوم: يؤثر عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم على جودة خلايا الجلد، مما يجعلها تتقدم في العمر بشكل أسرع.
التوتر النفسي: يزيد التوتر من مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يُعطل إنتاج الكولاجين وحمض الهيالورونيك، مما يؤثر سلبًا على نضارة الجلد.
سوء التغذية: تساهم الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة في الشيخوخة المبكرة، بينما تساعد الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة في الحفاظ على صحة الجلد.
فوارق بين الشيخوخة المبكرة والأمراض
من المهم التفريق بين الشيخوخة المبكرة والتغيرات الطبيعية التي تحدث مع تقدم العمر، فعلى سبيل المثال، ظهور بياض الشعر أو ترهل الجلد يُعتبر جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، ولا يُصنف كأمراض. بينما التغيرات الناتجة عن الأمراض أو سوء التغذية تُصنف كحالات مرضية.
توجد بعض الاضطرابات النادرة مثل متلازمة بلوم، ومتلازمة كوكايين، ومتلازمة هاتشينسون-جيلفورد، والتي يمكن أن تسبب ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، وهذه الحالات تؤثر على وظائف الجسم بشكل عام وتؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة بشكل غير طبيعي.
اقرأ أيضاً
إدارة الغذاء الأمريكية توافق على طرح دواء يقلل من التعرض للزهايمر