الجارديان: إسرائيل أكثر عرضة للخطر في التصعيد مع إيران والنتائج ستكون كارثية
تشير التحليلات الأخيرة إلى أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يحمل مخاطر كبيرة قد تجعل إسرائيل أكثر عرضة للخطر مما يعتقد البعض أو تبدو عليه الأمور، ورغم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأن دفاعاتهم الجوية كانت فعالة في التصدي للهجوم الإيراني الأخير، الذي شهد إطلاق أكثر من 180 صاروخًا، فإن تفاصيل جديدة بدأت تظهر تشير إلى أن هذه الدفاعات ليست منيعة كما كان يُعتقد، بحسب تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
ويرصد الموجز خلال السطور التالية كافة التفاصيل.
أبعاد الهجوم الإيراني ومدى تأثيره
أظهرت صور الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي ضربات صاروخية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب، وهو موقع استراتيجي مهم لإسرائيل، وعلى الرغم من أن الضربات لم تُلحق أضرارًا جسيمة مباشرة، إلا أن وقوع 32 ضربة بالقرب من حظائر طائرات إف-35، التي تعد من أهم الأصول العسكرية الإسرائيلية، أظهر أن إيران قادرة على إحداث ضرر بالغ إذا اختارت أهدافًا أكثر حيوية.
ويرى المحللون أنه إذا وجهت إيران صواريخها إلى مناطق أكثر اكتظاظًا بالسكان مثل تل أبيب أو مواقع حيوية أخرى مثل مصافي النفط في حيفا، فقد تكون النتائج أكثر كارثية، سواء من حيث عدد الضحايا أو الأضرار البيئية المحتملة.
التحديات الدفاعية لإسرائيل
وأشار تحليل الجارديان، إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على منظومات دفاعية مثل القبة الحديدية ومنظومة أرو، إلا أن هذه الأنظمة ليست فعالة بنسبة 100%، خاصة مع استمرار تدفق الصواريخ الإيرانية على المدى الطويل، كما أن تكلفة هذه الدفاعات باهظة ومحدودة المخزون، مما يجعل إسرائيل عرضة لاستنزاف مواردها إذا استمرت في مواجهة هجمات صاروخية متبادلة مع إيران.
أشار ديكر إيفليث، المحلل في قناة CNA الإخبارية، إلى أن إيران قد تستهدف في المستقبل قواعد أكثر اكتظاظًا بالقوات البرية أو مناطق مدنية، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وهذا الأمر يزيد من الضغط على إسرائيل لإيجاد حل سريع وفعال لمنع مزيد من التصعيد.
التداعيات الاقتصادية والسياسية
على المدى الطويل، قد تجد إسرائيل نفسها غير قادرة على تحمل تبادل صواريخ مستمر مع إيران، خاصة إذا تحول هذا الصراع إلى صراع طويل الأمد.
ومن ناحية أخرى، قد تضطر إسرائيل لاستهداف البنية التحتية للصواريخ الباليستية الإيرانية في محاولة لمنع هذه الهجمات، ما يرفع من حدة الصراع.
الخيار العسكري الإسرائيلي.. مايكل كوريللا في إسرائيل
من المرجح أن إسرائيل ترد بقوة على هذا الهجوم، حيث أشارت تقارير إلى أن الجنرال مايكل كوريللا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، وصل إسرائيل لمناقشة الرد المتوقع، وقد يتضمن الرد استهداف مواقع عسكرية إيرانية أو منشآت البنية التحتية للطاقة، لكن استهداف البرنامج النووي الإيراني يبقى خيارًا محفوفًا بالمخاطر، حيث يعتبر خطًا أحمر بالنسبة لطهران.
وأبدي جو بايدن ومستشاره للأمن القومي جيك سوليفان قلقهما من هذا التصعيد، وهناك مشاورات مستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول كيفية التعامل مع الوضع، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تورط أكبر للقوات الأمريكية في المنطقة إذا تعرضت مصالحها أو حلفاؤها لهجمات انتقامية من إيران.
احتمالات التصعيد
يعتقد بعض الخبراء، مثل علي فايز من كرايسس جروب، أن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة إلى القيام بعمل عسكري أكبر مما فعلت في السابق، خاصة بعد الهجمات الأخيرة، ومع وجود مخزون كبير من الصواريخ والأسلحة المتطورة لدى إيران، فإن استمرار هذه المواجهة قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة، وربما إلى مواجهة شاملة بين القوى الكبرى.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل الصراع غير واضح، لكن ما يبدو مؤكدًا هو أن إسرائيل وإيران قد تكونان على شفا حرب طويلة، ما لم تتدخل القوى الدولية لتهدئة الوضع.
اقرأ أيضًا: مايكل كوريلا.. معلومات عن الجنرال المسئول عن خطة الهجوم الإسرائيلي علي إيران
دموع إسرائيل.. جيش الإحتلال يعلن أن الهجوم الإيراني تسبب في أضرارًا جسيمة