بديع خيري بين صداقة نجيب الريحاني وذكريات سيد درويش ووفاة نجله .. إرث فني يتحدى الأحزان

بديع خيري
بديع خيري

 

في مثل هذا اليوم، 17 أغسطس، تحل ذكرى ميلاد الشاعر والمؤلف المسرحي الكبير بديع خيري، الذي ولد عام 1893 في حي المغربلين بوسط القاهرة ، يستعرض “ الموجز”  كواليس حياته الفنية والشخصية في السياق .

تميز بديع خيري بارتباطه بالبيئة الشعبية التي نشأ فيها، مما دفعه نحو حب الشعر العامي والزجل ، ومع مرور الوقت، أصبح من أبرز الزجالين في مصر.

بديع خيري وسيد درويش ثنائية فنية خالدة

كان اللقاء الأول بين بديع خيري والملحن الشهير سيد درويش في بدايات القرن العشرين نقطة انطلاق لواحدة من أنجح الثنائيات الفنية ، تعاونا معًا على إنتاج العديد من الأغنيات التي لا تزال تحتفظ بمكانتها في الذاكرة الشعبية، مثل "يا بلح زغلول" و"أهو ده اللي صار" و"البحر بيضحك ليه".

كانت هذه الأعمال تعبيرًا عن روح العصر والثورة الشعبية، وكانت أغانيهم رمزًا للتعبير عن الأمل والمقاومة.

شراكة خيري والريحاني من المسرح إلى السينما

في عام 1918، وقبل شهور من اندلاع ثورة 1919، التقى بديع خيري لأول مرة بالفنان نجيب الريحاني، حيث قدما معًا أول عمل فني بعنوان "على كيفك".

ومنذ ذلك الحين، أصبحا شركاء في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية.

كان بديع خيري كاتبًا مبدعًا، قدم للسينما الصامتة أول أفلامه بعنوان "المانجبان"، وتبعه بفيلم "العزيمة" الذي يُعتبر من أوائل الأفلام الناطقة.

ثورة في عالم الزجل

وُصف بديع خيري بأنه "صانع ثورة في عالم الزجل"، حيث تخطى حدود التقليدية في كتابة الزجل ، جمع بين عدة بحور شعرية في القصيدة الواحدة، مما أكسبه تفردًا وابتكارًا في أسلوبه.

وقد اعتبر النقاد أن أعماله كانت تأريخًا واقعيًا للحقبة الزمنية التي عاشها، حيث تناولت الأحداث بعمق دون تزييف.

تأليف مسرحي وإرث فني خالد

خلال مسيرته الفنية، أسس بديع خيري فرقة مسرحية مع سيد درويش في عام 1922، وقدموا معًا مسرحية "الطاحونة الحمراء"، لكن بعد ذلك عاد ليستكمل مشواره مع نجيب الريحاني.

من بين أعماله المسرحية الشهيرة، "الليالي الملاح"، و"الشاطر حسن"، و"البرنسيس"، و"محمد علي وفتح السودان"، التي حصل بها على الجائزة الثانية من وزارة الأشغال.

الكتابة للفنانين وتأسيس الإرث السينمائي

عندما سافر نجيب الريحاني في جولة فنية بالبرازيل عام 1924، اتجه بديع خيري للكتابة للفنان علي الكسار، ثم كتب لاحقًا لمنيرة المهدية أوبريت "الغندورة". 
تميزت أعماله بالتنوع والشمول، فقد كتب للسينما عدة أعمال بارزة مثل "امتثال"، "بحبح باشا"، و"سلامة في خير"، مما أسهم في تثبيت مكانته كأحد أعمدة الكتابة السينمائية في مصر.

إرث فني وروح متفانية

في لقاء تليفزيوني نادر مع الإعلامية سلوى حجازي، كشف بديع خيري عن جوانب من حياته الشخصية والمهنية، وأكد أنه رغم الأحزان التي مرت به بعد وفاة نجله الفنان عادل خيري، إلا أن حبه للمسرح وإيمانه برسالته جعلاه يتغلب على آلامه. 

وبعد فترة قصيرة من هذا اللقاء، توفي بديع خيري في فبراير 1966، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا، وسجلًا حافلًا من الأعمال المسرحية والسينمائية التي ستظل خالدة في ذاكرة الفن المصري.
 

اقرأ أيضا 

حكاية أغنية ”دنجي دنجي”..تسببت في تعارف سيد درويش وبديع خيري وهذه علاقتها بوحدة مصر والسودان
 

عادل خيري الكوميديان الحزين.. ورث والده أنهي حياته ومحمد عوض خطف الأضواء منه وحكايته مع نجيب الريحاني

تم نسخ الرابط