شويكار.. نجمة السينما والمسرح التي جمعت بين الكوميديا والتراجيديا
في مثل هذا اليوم، تزامنًا مع ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة شويكار، نحتفل بتاريخ فني مميز رسمته هذه النجمة الكبيرة التي ولدت عام 1938، مسيرتها الفنية امتدت عبر عقود، مزجت فيها بين الأدوار الرومانسية والكوميدية ببراعة، واستطاعت تقديم الفتاة الأرستقراطية والشخصيات الشعبية على حد سواء، مما جعلها من أنجح نجمات جيلها. كونت شويكار ثنائيًا مميزًا مع زوجها الفنان فؤاد المهندس، وهو الثنائي الذي ظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهور حتى بعد رحيلها عن عالمنا في العام 2020، ويرصد الموجز ابرز المعلومات عنها.
أصول تركية ونشأة أرستقراطية
ولدت شويكار إبراهيم طوب ثقال لعائلة ذات أصول تركية وشركسية، لقب "طوب ثقال" كان يطلق على أصحاب المقام الرفيع في تركيا، حيث جاء جدها الأكبر إلى مصر في عهد الحكم العثماني وعمل ضابطًا في جيش محمد علي باشا. كانت عائلتها من أعيان الشرقية، وهذا الإرث الثقافي والاجتماعي أثر بشكل كبير على حياتها الشخصية والفنية.
نشأت شويكار في حي مصر الجديدة بالقاهرة، حيث بدأت ميولها الفنية تظهر وهي لا تزال في الرابعة من عمرها، متأثرة بنجمة السينما آنذاك ليلى مراد. التحقت بالمدارس الفرنسية، حيث كان والدها مولعًا بالشعر والقراءة، فيما كانت والدتها تعزف على البيانو، مما ساعد على تشكيل حسها الفني منذ الصغر.
البداية المبكرة.. زواج مبكر وأمومة في سن صغيرة
في سن السادسة عشر، زوّجها والدها من الشاب الثري "المهندس حسن نافع"، الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة "منة الله". لم تدم السعادة طويلاً، حيث أُصيب زوجها بمرض خطير وتوفي بعد عام من زواجهما، تاركًا شويكار أرملة في سن الثامنة عشر. رغم الصدمة، قررت مواصلة تعليمها وأكملت دراستها الثانوية، ثم التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية.
الانطلاقة الفنية.. من الأدوار الصغيرة إلى البطولات الكبرى
بدأت شويكار مشوارها الفني في فرقة أنصار التمثيل بتشجيع من المخرج حسن رضا، حيث شاركت في عدة مسرحيات وتلقت دروس التمثيل على يد كبار الفنانين مثل عبد الوارث عسر ومحمد توفيق. كان أول ظهور لها على الشاشة الكبيرة عام 1960 في فيلم "حبي الوحيد"، حيث شاركت البطولة مع عمر الشريف ونادية لطفي وكمال الشناوي.
لكن التحول الكبير في حياتها الفنية جاء عندما رشحت عام 1963 لتقديم دور البطولة في مسرحية "السكرتير الفني"، حيث كان من المفترض أن يشاركها البطولة الممثل السيد بدير. وبسبب ظروف سفر بدير المفاجئة، استبدله الفنان فؤاد المهندس، وهنا بدأت العلاقة الفنية والشخصية التي أصبحت فيما بعد واحدة من أشهر قصص الحب والنجاح في الوسط الفني.
شويكار وفؤاد المهندس.. قصة حب على خشبة المسرح
قدمت شويكار مع فؤاد المهندس عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. أثناء عرض مسرحية "أنا وهو وهي"، فاجأها المهندس بطلب الزواج منها على خشبة المسرح قائلاً "تتجوزيني يا بسكوتة؟"، فردت عليه بالموافقة لتبدأ قصة حب استمرت لأكثر من عشرين عامًا. حتى بعد انفصالهما، ظل الاثنان يحتفظان بذكريات الحب والاحترام المتبادل، وكانت شويكار تؤكد دائمًا أن فؤاد المهندس كان الحب الأول والأخير في حياتها.
النجاح الفني.. من الكوميديا إلى التراجيديا
على الرغم من أن شويكار كانت معروفة بأدوارها الكوميدية، إلا أنها أظهرت قدرتها على التنوع بتقديم أدوار تراجيدية مميزة، منها فيلم "غرام الأسياد" و"الباب المفتوح". كذلك شاركت في أفلام مثل "الكرنك" و"بين القصرين"، حيث أثبتت قدرتها على التألق في الأدوار الجادة.
بالإضافة إلى السينما، كان لشويكار حضور قوي في المسرح، حيث قدمت مسرحيات مثل "حواء الساعة 12" و"سيدتي الجميلة". وحتى بعد ظهور أجيال جديدة من الممثلين، ظلت شويكار تحتفظ بمكانتها وتشارك في الأعمال الفنية، إما كبطلة أو كضيفة شرف.
الأعوام الأخيرة والرحيل
رغم الشائعات التي كانت تتداول عن حالتها الصحية، كانت شويكار تعيش حياة مستقرة مع ابنتها وأحفادها. ومع تولي الإخوان المسلمين الحكم في مصر عام 2012، قررت الابتعاد عن الأضواء والتوقف عن المشاركة في الأعمال الفنية، مع أنها كانت ترفض لفظ "الاعتزال".
في السنوات الأخيرة، عانت شويكار من عدة مشاكل صحية، منها كسر في الحوض عام 2016. ورغم هذه المتاعب، ظلت تحتفظ بعلاقات قوية مع زميلاتها مثل نبيلة عبيد وميرفت أمين.
في 14 أغسطس 2020، رحلت شويكار عن عالمنا عن عمر ناهز 85 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا لا يُنسى، وبصمة في قلوب عشاق الفن في العالم العربي.
اقرأ أيضًا:
ليلى مراد غيرت حياتها وعبد الوارث عسر علمها التمثيل وتزوجت 3 مرات.. أبرز محطات فى حياة شويكار