بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.. النجاح لا يتوقف على كليات القمة فقط

تعد مرحلة الثانوية العامة من أهم المراحل الصعبة التي يمر بها الطلاب، قد تشكل امتحانات فترة مصيرية، من أجل تحديد مستقبلهم، يعتبر مصدرًا هائلًا للضغط والتوتر، حيث يسعى الجميع لتحقيق درجات عالية تفتح أبواب كليات القمة، مما يجعل النجاح في هذه الامتحانات مسألة حيوية ومصيرية.

تشهد الفترة الماضية عدة صراعات، والهدف منه تحقيق الأرقام والتحصيل الدراسي، لكشف الأحداث عن الجانب المظلم لتلك الضغط، كما حدث في مأساة انتحار طالب نتيجة للضغوط المرتبطة بالثانوية العامة، هذه الحادثة تسلط الضوء على حجم تأثير الضغط الأكاديمي والنفسي الذي يعاني منه الطلاب، وتدعو إلى إعادة تقييم مفهوم النجاح وتخفيف الضغوط المفرطة التي قد تؤدي إلى عواقب مأساوية.

وفي ظل التغيرات السريعة في سوق العمل والتطورات التكنولوجية، لم يعد النجاح محصورًا في كليات القمة فقط، فالتفوق في العصر الرقمي يتطلب مهارات تقنية متقدمة وقدرة على التعامل مع الابتكارات الحديثة، لذا، من الضروري أن نعيد النظر في كيفية تقييمنا لمستقبل أبنائنا ونتوقف عن فرض ضغوط غير مبررة عليهم.

الثانوية العامة لا تحدد مصير الفرد

من الضروري أن نفهم أن مفهوم الثانوية العامة قد تغير بشكل كبير، فنظام التعليمي الحالي لا يتماشى مع بناء دولة حديثة وناجحة، والاعتقاد بأن نتيجة الثانوية العامة هي التي ستحدد مصير الفرد في المستقبل هو اعتقاد خاطئ تمامًا، يجب على أولياء الأمور تهيئة أبنائهم لتلقي نتيجة الثانوية العامة بهدوء، مع التركيز على تطوير مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات السوق الحديثة.

ويجب على أولياء الأمور توجيه أبنائهم نحو تعلم مهارات تكنولوجية حديثة مثل البرمجة، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، هذه المهارات أصبحت أساسية في سوق العمل الحديث الذي يتجه نحو المزيد من الابتكار، مما يعني أن هناك وظائف قد تتغير أو تختفي بمرور الوقت.

من الأهمية بمكان أن نوجه الطلاب لاختيار المجالات التي تتماشى مع اهتماماتهم وقدراتهم بدلاً من التركيز على تحقيق درجات مرتفعة لدخول كليات محددة، النجاح يمكن تحقيقه بطرق متعددة، وليس عبر الضغط فقط.

اقرأ أيضا: كل ما تريد معرفته عن تنسيق الدبلومات الفنية 2024 نظام 3 سنوات صناعي