محمد الضيف: حقيقة اغتيال القائد الذي أفلت من قبضة إسرائيل لأكثر من ربع قرن

محمد الضيف
محمد الضيف

تمكن محمد الضيف، قائد كتائب القسام، من النجاة من محاولات الاغتيال الإسرائيلية له أكثر من سبع مرات، وآخر تلك المحاولات كانت قبل أشهر قليلة.

عقب ارتكاب إسرائيل "مجزرة مروعة" باستهداف خيام تؤوي نازحين في خان يونس بقطاع غزة، أعلنت إسرائيل السبت أن الضربات التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين العزل كانت تستهدف قائد كتائب القسام محمد الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.

ومع ذلك، نفت حركة حماس هذه المزاعم، إذ أكد أحد قادتها، سامي أبو زهري، أن التقارير الإسرائيلية بشأن استهداف الضيف "كلام فارغ".

ردود فعل حماس والجيش الإسرائيلي

أكدت حركة حماس في بيان أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأن استهداف قيادات في الحركة هي "ادعاءات كاذبة تهدف للتغطية على حجم مجزرة خان يونس". 

وأشار مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن "الضيف كان مختبئًا في مكان فوق الأرض ضمن المنطقة الإنسانية غربي خان يونس وأنه أصيب بجروح خطيرة". 

بعد ساعات من الضربات المكثفة على المنطقة المكتظة بالنازحين، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "ليس هناك تأكيد لمقتل القيادي في حماس محمد الضيف في الضربة بجنوب غزة".

سجل من محاولات الاغتيال الفاشلة

إسرائيل حاولت على مدى سنوات اغتيال الضيف، وتجاوزت سبع مرات، كانت آخرها قبل أشهر.

خلال الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، كادت إسرائيل أن تنجح في تصفية الضيف، إلا أنها قتلت بدلاً منه زوجته وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر 3 سنوات. 

اعتقدت تل أبيب في البداية أن الضيف قُـتل أيضًا في الغارة، قبل أن يتبين فيما بعد أنه نجا بالفعل.

محمد الضيف: الرجل والرمز

ظل محمد الضيف، زعيم الجناح العسكري لحماس، بعيد المنال ضمن قائمة المطلوبين في إسرائيل لأكثر من 25 عامًا لتورطه في "تخطيط وتنفيذ عدد كبير من الهجمات، بما في ذلك العديد من تفجيرات الحافلات في السنوات الماضية" وفقًا للجيش الإسرائيلي الذي يعتبره قائدًا ميدانيًا ماهرًا.

نشأته ومسيرته

ولد محمد دياب المصري، المعروف بمحمد الضيف، في مخيم اللاجئين بخان يونس عام 1965.

تم اعتقاله من قبل إسرائيل عام 1989، وسجن لمدة 16 شهرًا بتهمة الانتماء لحركة حماس.

يُلقب محمد الضيف بـ "أبو خالد"، وحصل على هذا اللقب بسبب أدائه لدور في مسرحية "المهرج" أثناء دراسته الجامعية، دور "أبو خالد" وهو شخصية تاريخية عاشت في فترة العصرين الأموي والعباسي.

التعليم والحياة السرية

حصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس الفيزياء والكيمياء والأحياء. 

كما أبدى اهتمامًا بالفنون، حيث قاد لجنة الترفيه في الجامعة وقام بتقديم عروض مسرحية كوميدية على خشبة المسرح.

ونادراً ما يتحدث الضيف ولا يظهر أبدًا في الأماكن العامة. 

لا يوجد سوى ثلاث صور معروفة له: واحدة التقطت عندما كان في عقده العشرين، وأخرى له ملثمًا، وثالثة هي مجرد ظل له. 

استُخدمت الصورة الأخيرة للضيف عندما تحدث في شريط صوتي بثته حماس بعد هجومها غير المسبوق، معلنة بداية عملية "طوفان الأقصى".

الضيف والعائلة

ذكرت مصادر فلسطينية أن منزل والد الضيف تعرض للقصف في غارة جوية إسرائيلية، وأن شقيق القائد العسكري واثنين آخرين من أفراد عائلته قتلوا، بحسب رويترز. 

وقبل أشهر، قام الجيش الإسرائيلي بتوزيع منشورات في قطاع غزة ووعد بجائزة نقدية كبيرة بقيمة 100 ألف دولار وأكثر لأولئك الذين سيقدمون معلومات موثوقة عن مكان وجود مسؤولي حماس، مثل محمد الضيف.

محمد الضيف، برغم محاولات الاغتيال المتعددة والضغط المستمر، يبقى أحد أبرز القيادات في المقاومة الفلسطينية، ورمزًا للصمود والمقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

حقيقة اغتيال محمد الضيف

حماس تؤكد: مصير قيادات القسام بيد القيادة

أكد عزت الرشق، القيادي في حركة حماس، الخميس، أن تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات كتائب القسام يعتمد بشكل كامل على إعلان رسمي من قيادة الحركة.

وقال الرشق: "ما لم تعلن قيادة حماس أي تفاصيل بشأن مقتل أي من قادتها، فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المتداولة".

تصريح الجيش الإسرائيلي حول مقتل محمد الضيف

وجاءت تصريحات الرشق ردًا على إعلان الجيش الإسرائيلي، الخميس، الذي أشار إلى مقتل قائد الجناح العسكري لحماس، محمد الضيف، بعد أكثر من أسبوعين من استهدافه جنوبي قطاع غزة. 

وفي بيان للجيش الإسرائيلي، جاء فيه: "في 13 يوليو 2024، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش منطقة خان يونس، وبعد تقييم استخباراتي يمكن تأكيد القضاء على محمد الضيف في الغارة".

تم نسخ الرابط