تقرير: اغتيال هنية يكشف ضعف تأثير واشنطن في الشرق الأوسط

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

في تقرير حديث نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، كشفت أن  إسرائيل استغلت الفراغ السياسي الداخلي في الولايات المتحدة المرتبط بالانتخابات، ونفذت عمليات اغتيال أظهرت عجز واشنطن عن التأثير في مجريات الأحداث بالشرق الأوسط، مما أسهم في تراجع هيبتها وزيادة احتمال تورطها في صراع مباشر مع طهران.

عمليات الاغتيال وتأثيرها على الصراع الإقليمي

عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل شملت القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران حسب ما نشرته شبكة “سكاي نيوز عربية”.

هذه العمليات زادت من المخاوف بشأن توسع الصراع في وقت تبدو فيه الولايات المتحدة غير قادرة على تجنب أو احتواء تلك التوترات، مما يعكس تراجع نفوذها في المنطقة.

استغلال الفراغ السياسي الأمريكي

خلال الأشهر الماضية، كانت هناك مخاوف بين الدبلوماسيين والمحللين السياسيين من أن دولاً مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية قد تستغل عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة لتوسيع نفوذها، إلا أن التقرير يشير إلى أن إسرائيل، وهي حليفة للولايات المتحدة، هي التي استغلت هذا الفراغ للتحرك ضد حماس وإيران، بهدف توريط واشنطن في الصراع مع طهران.

تصريحات الإدارة الأمريكية

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، صرح بأن واشنطن لم تشارك في العملية التي جرت في طهران ولم تكن على علم بها، مما يشير إلى تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة. 

التقرير أضاف أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن قد فقدت هيبتها بعد أن أهدرت وقتاً في التوسط بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح الرهائن في غزة، وقد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع إيران بسبب التصرفات الإسرائيلية.

محاولات واشنطن لاحتواء التوترات

الولايات المتحدة بذلت جهوداً لإقناع إيران بتحجيم ردها العسكري ضد إسرائيل، التي نفذت في أبريل الماضي غارات استهدفت جنرالات إيرانيين في دمشق بسوريا، إلا أن مقتل هنية كشف أن الدور الأمريكي في الحد من توسع الصراع أصبح ضعيفاً.

تحليلات وتوقعات

دانييل ليفي، مدير مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط، قال إن اغتيال هنية كان محاولة لإذلال إيران وإظهار عدم قدرتها على حماية ضيوفها، مما يعكس تجاوز إسرائيل للخطوط الحمراء.

اغتيال هنية وبرنامج إيران النووي

جاءت عمليات الاغتيال في وقت يتزايد فيه القلق الإسرائيلي بشأن طموحات إيران النووية، خاصة بعد فشل إدارة بايدن في إحياء أجزاء من الاتفاق النووي لعام 2015، ونجاح الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزيشكيان كان يثير التفاؤل بشأن تعاون دبلوماسي جديد بين طهران والغرب، إلا أن اغتيال هنية صعّب هذا الأمر.

تأثير الاغتيالات على الصراع النووي

تحليل آخر من جوناثان باريس، زميل سابق في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، أشار إلى أن إسرائيل ربما استغلت الفرصة لتأجيج التوترات مع طهران لمنحها ذريعة لضرب منشآت إيران النووية، بسبب إحباطها من عدم منع الغرب لطهران من الاقتراب من إنتاج قنبلة نووية.

تراجع التأثير الأوروبي

التقرير أشار أيضاً إلى أن تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد يثير قلق الحلفاء الأوروبيين، ولكن هؤلاء القادة لديهم مشاكلهم الداخلية.

في فرنسا وألمانيا، ينشغل القادة بمواجهة الأحزاب الشعبوية اليمينية الصاعدة، وفي بريطانيا، ابتعد رئيس الوزراء العمالي الجديد كير ستارمر عن النهج الأمريكي في التعامل مع إسرائيل.

تطورات الموقف البريطاني

الأسبوع الماضي، سحبت بريطانيا اعتراضاتها على أوامر الاعتقال التي تسعى المحكمة الجنائية الدولية لإصدارها بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، كما تدرس لندن تعليق شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، بانتظار مزيد من المراجعة القانونية.

تم نسخ الرابط