ما مصير هدنة غزة بعد رفض إسرائيل إرسال وفدها للقاهرة؟.. ”مجزرة الطحين” تضع نتنياهو في ورطة قبل المفاوضات
مفاجأة مدوية فجرتها تل أبيب، اليوم الأحد، بنفيها وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة لإجراء محادثات حول صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
والسؤال الآن لماذا رفضت إسرائيل إرسال وفدها للقاهرة؟ وما مصير هدنة غزة؟ وهل سيعصي نتنياهو أوامر بايدن بضروة وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة؟ وماذا عن الإدانات الدولية حول استهداف إسرائيل قافلة المساعدات؟ وهل ستجبر هذه الإدانات نتنياهو على العودة لطاولة المفاوضات؟
طبقًا لوسائل الإعلام العبرية فإن إسرائيل لم تُرسل وفدًا إلى القاهرة أو الدوحة، وترفض المشاركة في المحادثات حتى تُقدم حماس قائمة كاملة بالأسرى الأحياء الذين تحتجزهم، والإجابة بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي.
على الجانب الآخر، أكدت العديد من وسائل الإعلام وصول وفود من حركة حماس وقطر والولايات المتحدة إلى القاهرة، اليوم الأحد، لاستئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة المقررة.
موقف حماس من هدنة غزة
وكانت حركة حماس قد تقدمت بعدة شروط للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة، وعلى رأسها ضرورة موافقة إسرائيل على إعادة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة وزيادة المساعدات الإنسانية.
وأكد مصدر في حركة حماس الأحد، أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة "مرهون بالموافقة على تحقيق مصلحة شعبنا ووقف معاناته، وهو الأمر الذي تصر عليه المقاومة وتتمسك به".
وأضاف أن: "إسرائيل تعلم جيدًا من في أيدينا من جنودها وضباطها، وتعلم جيدا أنهم لن يعودوا من دون دفع الثمن الذي تصر عليه المقاومة".
وتابع: "بعد 5 أشهر من الفشل في تحقيق أهدافها باسترجاع أسراها عبر العمل العسكري، فإن إسرائيل اليوم أعجز عن تحقيق ذلك من خلال هدنة مؤقتة".
خلافات نتنياهو وبايدن حول هدنة غزة
والمثير في الأمر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد أنه أجرى محادثات مكثفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة، حضّه خلالها على وقف مؤقت لإطلاق النار، كما دعت إدارة بايدن إسرائيل إلى تنفيذ هدنة إنسانية تسمح بالإفراج عن بقية الرهائن المحتجَزين لدى حماس، إلا أن نتنياهو لم يُنفذ تعليمات بايدن ويصر على عدم إرسال وفد إسرائيلي للقاهرة لإجراء محادثات حول صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وبينما يقول البيت الأبيض إن مقتل أكثر من 100 فلسطيني في هذا الحادث في غزة، سيدفع بالمحادثات قدما، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يرى أن الحادث "قد يُعقّد المفاوضات".
وقد صوتت الولايات المتحدة ضد قرار في مجلس الأمن يحمل إسرائيل مسؤولية الحادث.
مجزرة الطحين وعلاقاتها بـ هدنة غزة
وعلى الجانب الآخر، يري البعض أن هناك بارقة أمل من الممكن أن تُجبر إسرائيل على استئناف محادثات التهدئة بالقاهرة، والتي تتمثل في "مجزرة الطحين" وما تابعها من إدانات دولية كبيرة لإسرائيل، حيث أن الحادث أتي في وقت شديد الحساسية، إذ تسعى أطراف عدة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ووضع حد للحرب الدامية المستمرة منذ نحو خمسة أشهر.
وأكد ماجد الزير الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية في بروكسل، أن "مجرزة الطحين"، ستكون "نقطة قوية" لصالح الطرف الفلسطيني، لاسيما بعد رد الفعل العالمي "العارم والغاضب".
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن "الضغط" من الولايات المتحدة ومن قادة أوروبا مع إدانة "هذه المجازر" سيكون له أثر لصالح الفلسطينيين و"سيضعف" موقف الطرف الإسرائيلي في المفاوضات حسب تعبيره.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن حادث "مجزرة الطحين" من الممكن أن تستفيد منه واشنطن لتكثيف الضغط على إسرائيل لتقييد نشاطها العسكري والموافقة على تسوية سريعة.
وفي المقابل، قال السيناريو "الأكثر تشاؤماً" وفق عاموس هاريل، المحلل العسكري بالصحيفة الإسرائيلية، إن إسرائيل قد تواجه مطلباً دوليا شاملا وأكثر إصراراً بوقف إطلاق النار دون التوصل إلى حل، ولو جزئيًا، لرهائنها.
موقف مصر من هدنة غزة
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد صرح على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا، أن بلاده تأمل أن تفلح المحادثات بشأن غزة في التوصل إلى اتفاق لوقف أعمال القتال في القطاع قبل بداية شهر رمضان.
وقال شكري: "نأمل أن نتمكن من التوصل إلى وقف للأعمال القتالية وتبادل الرهائن. يدرك الجميع أن لدينا فترة محدودة للنجاح قبل بداية شهر رمضان"، بحسب بيان للخارجية المصرية.
اقرأ أيضًا