أسرار تُنشر لأول مرة عن أبو عبيدة الذي رفرفت صوره في سماء أمريكا
تصاعدت شهرة أبو عبيدة منذ بدء الحرب الأخيرة بين إسرائيل وغزة، وتصدر اسمه محركات البحث على الإنترنت.
وهل أبو عبيدة علينا أمس بخطاب لم يسبق له مثيل، هز مشارق الأرض ومغاربها، فصوته أثلج الصدور وأسمعت كلماته من به صمم، بعد غياب دام طويلًا.
أبو عبيدة في شوارع واشنطن
فبعد وقت قصير من خطاب أبوعبيدة الناطق بإسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، رفع المتظاهرون في شوارع واشنطن صورة «أبوعبيدة» لترفرف في سماء الولايات المتحدة الأمريكية بالتزامن مع اندلاع المظاهرات حول العالم تضامنًا مع غزة.
الخطاب التاريخي لـ أبو عبيدة
وقال أبوعبيدة، في كلمةٍ نُشرت له، أمس، بالصوت والصورة مع مرور 100 يوم على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، إنّه «لم يكن أمامنا سوى تفعيل قوتنا للرد على المجازر التي سعت لسحق شعبنا».
وأضاف أنّ معركة «طوفان الأقصى» هي معركة الوطن الفلسطيني، «يقاتل فيها الشعب والمقاومة في خندقٍ واحد».
وأشار أبوعبيدة إلى أنّ المقاومة في قطاع غزّة كبّدت العدو، وما زالت تكبّده، خسائر باهظة تفوق كلفتها ما تكبّده في الـ7 من أكتوبر الماضي، مُضيفاً أنّ «الملاحم التي سطرها مجاهدونا، مما أعلنا عنه ومما لم نعلن، ستُسطّر في واحدةٍ من أعظم وأقدس المعارك في تاريخ أمتنا».
وكشف الناطق باسم كتائب القسّام في كلمته أنّ المقاومة استهدفت وأخرجت عن الخدمة 1000 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 100 يومٍ في قطاع غزّة، موضحاً أنّ كل السلاح الذي تستخدمه كتائب القسّام خلال عملياتها «من صنع كتائب القسّام».
وبعد تناوله لعمليات واستهدافات الكتائب، أوضح أبوعبيدة أنّ أي حديثٍ سوى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني «ليس له أي قيمة»، وأنّ معركة «طوفان الأقصى» ستتوسّع يوماً بعد يوم.
ومتطرقاً إلى أسرى الاحتلال لدى المقاومة في قطاع غزّة، شدّد أبوعبيدة على أنّ مصير العديد من الأسرى صار مجهولاً خلال الأسابيع الماضية، مُشيراً إلى أنّه على الأغلب، فإنّ العديد من أسرى الاحتلال قد قُتلوا، مُحمّلاً الاحتلال مسؤولية مصيرهم، ومُجدّداً التأكيد أنّ «العدو فشل في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تحرير أي أسير لدى المقاومة».
ورداً على الاحتلال، أوضح أبوعبيدة أنّ ما يعلن عنه العدو من سيطرةٍ مزعومة، «هي أمور مثيرة للسخرية»، مؤكّداً أنّ المقاومة ستثبت كذب هذه الدعاية الإسرائيلية.
ودعا أبوعبيدة الأمة الإسلامية إلى «النهوض بمواجهة العدو، الذي يريد السيطرة على المسجد الأقصى»، موضحاً أنّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة ومقاومته أخروه بدمائهم، مُضيفاً في كلمته بهذا الصدّد: «من واجبنا أن نحيط ملياري مسلم في العالم بأنّ العدو الصهيوني دمر معظم مساجد قطاع غزّة».
وحيّا الناطق باسم القسّام المقاومة في كلٍ من لبنان واليمن والعراق، كما نعى شهداءها، مُضيفاً أنّ رسائل المقاومة وصلت إلى المقاومة في غزّة «بتوسيع عملياتها في قادم الأيام مع استمرار العدوان على غزّة».
وفي ختام كلمته، توجّه أبوعبيدة إلى أهل قطاع غزّة قائلاً: «طوبى لكم يا أهل غزّة، ويا أرض غزّة، يا خيرة الله من أرضه، فترقّبوا نصر الله القريب، ووعده بنصر الله ودخول المسجد الأقصى»، مؤكّداً أنّ فجر الحرية لكل الشعب الفلسطيني يقترب، وأنّ الله لن يُضيّع جهاد ودماء أهلنا وشعبنا.
أول ظهور له
ظهر أبو عبيدة للمرة الأولى في العام 2006 في بيان أصدره يُعلن تنفيذ المقاومة عملية "الوهم المتبدد" شرق مدينة رفح، والتي أدت لقتْل جنديين إسرائيليين وجرح اثنين آخرين وأسر الجندي جلعاد شاليط، وذلك رداً على قصف عائلة "أبو غالية" في 9 يونيو، على شاطئ منطقة بيت لاهيا.
واشتهر بكنيته "أبو عبيدة" ولم تثبت للآن أي معلومات موثقة عن شخصيته واسمه الحقيقي.
ودائماً ما يظهر في تسجيلات الفيديو ووجهه مغطى بالكوفية الحمراء، وهي وشاح فلسطيني تقليدي، ويقف إلى جانب آية قرآنية تظهر على الشاشة وهو يعلن سير العمليات العسكرية وتفاصيلها.
وخلال الحرب بين إسرائيل وغزة عام 2014، قال أبو عبيدة في خطاب متلفز، إن حماس أسرت الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، على الرغم من أن إسرائيل قالت إنه مات.
وينشر أبو عبيدة خطاباته عبر قناته على تطبيق "تلغرام" التي يقال إنها انطلقت عام 2020، ولا توجد لديه أي منصات تواصل اجتماعي أخرى معروفة.
ويُجرى تداول خطاباته المسجلة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تبثها العديد من القنوات الإخبارية.
متحدث الجيش الإسرائيلي ينشر معلومات عن أبو عبيدة
وفي 25 أكتوبر، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو على تويتر يظهر صورة لرجل يقول إنه أبو عبيدة.
وقال أدرعي إن الاسم الحقيقي للرجل هو "حذيفة سمير عبد الله الكحلوت"، ولم تعلق حماس ولا القسام على هذه الادعاءات.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أبو عبيدة حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عام 2013. وأضافت أنه كتب أطروحة بعنوان: "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام"، وأنه كان يستعد للحصول على درجة الدكتوراه.
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن أبو عبيدة ينحدر في الأصل من قرية نعليا في غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1948. ويعيش الآن، بحسب التقارير، في جباليا شمال شرق غزة.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن منزله تعرض للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة في عامي 2008 و2012، بالإضافة إلى قصفه في العملية الحالية في قطاع غزة.