فلسطينيون يدعمون المقترحين الأمريكي والإسرائيلي بخروج قيادات حماس من قطاع غزة
طرحت المقترحات التى تقدمت بها عدة دول من بينها أمريكا سيناريوهات اليوم التالي للحرب في القطاع ومنها من تحدث عن مشاركة حماس في حكومة وطنية توافقية مع السلطة الفلسطينية ومنهم من طالب حماس بترك القطاع للسلطة لأنها لم تعد قادرة على حكمه.
مقترح إسرائيل لليوم التالي للحرب
وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت خطته "لما بعد الحرب" في غزة والتي بموجبها لن تكون هناك في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال "لا حماس" ولا "إدارة مدنية إسرائيلية"، ويأتي كشف غالانت عن خطّته عشية زيارة جديدة إلى الشرق الأوسط يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومن بين أهدافها استشراف طريقة إدارة القطاع ما بعد الحربق و"تجنّب اتسّاع رقعة النزاع".
وكشف جالانت عن الخطوط العريضة لهذه الخطة قبل أن يقدّمها إلى المجلس الوزاري الحربي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وقال الوزير إنّه وفقاً لهذه الخطة التي لم تبنّها الحكومة بعد فإنّ العمليات العسكرية "ستستمرّ" في قطاع غزة إلى حين "عودة الرهائن" و"تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس" و"القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة".
وأضاف أنّه بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة "اليوم التالي" للحرب والتي بموجبها "لن تسيطر حماس على غزة".
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دعا الإثنين إلى عودة المستوطنين اليهود إلى غزة بعد انتهاء الحرب كما دعا إلى "تشجيع" سكّان القطاع الفلسطينيين على الهجرة منه، وذلك غداة دعوة مماثلة صدرت عن زميله وزير المال بتسلئيل سموتريتش.
لكنّ جالانت أكّد أنّه بموجب خطته "لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب".
وأضاف أنّ الخطة تقضي مع ذلك بأن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بحرية التحرّك في القطاع للحدّ من أيّ "تهديد" محتمل.
وشدّد وزير الدفاع الإسرائيلي على أنّ "سكّان غزة فلسطينيون. وبالتالي فإنّ كيانات فلسطينية ستتولى (الإدارة) بشرط ألا يكون هناك أيّ عمل عدائي أو تهديد ضدّ دولة إسرائيل".
ولم يحدّد جالانت من هي الجهة الفلسطينية التي يتعيّن عليها، وفقاً لخطّته، أن تدير القطاع البالغ عدد سكّانه 2.4 مليون نسمة.
واشنطن تدعم إدارة واحدة في المستقبل
وبالتزامن مع تلك الخطة التي أعلنها جالانت، أكدت واشنطن بدورها أنه ينبغي مناقشة نموذج إدارة من شأنه توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة واحدة في المستقبل
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستناقش الحاجة إلى إدارة توحد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة فلسطينية، لكن ميلر امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل حول هذا المقترح، مكتفيا بالقول: "يجب إجراء المناقشات حول هذا الأمر في اجتماعات دبلوماسية خاصة"، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
وفي الأسابيع الأخيرة، ناقش محلّلون سيناريوهات عدّة لما ينبغي أن يكون عليه الوضع في غزة بعد انتهاء الحرب ومن بين هذه السيناريوهات عودة السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس إلى حُكم القطاع وهو ما تواجهه حماس بالرفض الشديد.
قطاع غزة
المطالبات بعودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع جاءت أيضا من سكانه الذين يسخطون الآن على حركة حماس التي يرون أنها تركتهم فريسة سهلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي والقصف المتواصل بسبب ماقامت به يوم السابع من أكتوبر الماضي فيما سمي بمعركة طوفان الأقصى.
ويضع الفلسطينيون الكثير من اللوم على قيادات حماس بعد ماجرى من تدمير شامل للقطاع وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء إضافة إلى سيطرتها على المساعدات الإنسانية التي تأتي إليهم عبر معبر رفح من الأراضي المصرية .
حالة السخط التي يعانيها سكان القطاع ضد حماس لم تكن وليدة اللحظة وإنما كان لها تراكمات سابقة قبل معركة حماس "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل بسبب سوء الأوضاع المعيشية وانتشار البطالة ونقص المواد الغذائية الذي عاناه أهل القطاع منذ تولي حماس مقاليد القطاع في 2007.
وتتعالى الأصوات الآن مطالبة بضرورة خروج قيادات حماس من القطاع خاصة وأن وجودهم به هو السبب الأساسي في استمرار الحرب وعدم توقف القصف الأمر الذي يضاعف من كراهية أهل غزة للحركة التى يرون أنها لم تعد تكترث للأوضاعهم الغير إنسانية خاصة مع نقص الوقود وتوقف عدد من المستشفيات عن العمل .