بعد فشل صفقة الأسرى.. السنوار يواجه اتهامات سكان غزة بخسارة الحرب
تجاوزت الحرب على غزة الأربعين يوما ولم يتوقف القصف الاسرائيلي على قطاع غزة يوما واحدا مخلفا أكثر من 12 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء.
وبدأت حالة من التزمر والغضب تنتشر بين سكان القطاع ناقمين على حركة حماس التى يرون أنها المتسبب الرئيسي في الكارثة الانسانية التى يعيشونها بسبب معركة طوفان الأقصى التى قامت بها الحركة ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي بإيعاز من يحيي السنوار قائد حركة حماس في غزة والمسئول الاول والعقل المدبر لعملية طوفان الأقصي.
وبالرغم من تمكنه من أسر أكثر من 200 أسير إسرائيلي يوم السابع من أكتوبر إلا أن السنوار لم يتمكن حتى الآن من فتح مجالا للتفاوض مع اسرائيل بشأن الأسرى ووقف اطلاق النار في القطاع حتى أن مطالبته بالإفراج عن الأسرى الفلسطنيين في سجون الاحتلال مقابل أسرى إسرائيل في صفقة أعلن عنها منذ أيام لم تلقى اهتماما من الجانب الاسرائيلي .
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية قد أعلنت عن آخر تفاصيل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين لدى الطرفين في غزة.
ووفقا لما نقلته “نيويورك تايمز” الأمريكية فإنه وبموجب الاتفاق المقترح ستطلق حماس سراح 50 امرأة وطفلا تم اختطافهم خلال معركة 7 أكتوبر مقابل نفس العدد تقريبا من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وبات قائد حركة حماس في غزة يحيي السنوار وحيدا مطارداً مثلما أصبح شعب غزة وحيدا دون دعم من العالم الغربي أو العربي خاصة بعد منع وصول المساعدات الانسانية للقطاع الامر الذى دفع المستشفيات للتوقف عن العمل بسبب نقص الوقود.
ويحمل سكان قطاع غزة يحيي السنوار مسئولية مايحدث لهم يوميا خاصة بعد ورود معلومات تفيد باستخدامه للمدارس والمستشفيات كمراكز للمقاومة الأمر الذى جعلها في مرمى الأهداف الإسرائيلية للقصف وهو مايعرض آلاف الأبرياء للقتل.
وفي تصريحات لـ جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض أكد أن أجهزة المخابرات الاسرائيلية كشفت عن استخدام حماس مستشفى «الشفاء» في غزة كمركز قيادة وربما منشأة تخزين موضحا أن الولايات المتحدة واثقة بتقييم مخابراتها بخصوص أنشطة حركة حماس في مستشفى الشفاء.
ودخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء الأربعاء الماضي بعد قصف جوي وعملية برية استهدفت مقاتلي حركة حماس.
واعتقدت إسرائيل أن الغارة التي وقعت يوم الأربعاء الماضي على مستشفى الشفاء ستشكل ضغطا على حماس لإتمام صفقة تبادل عشرات الأسرى الإسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين وفقا لمسؤولين إسرائيليين كبيرين .
وتابع كيربي قائلا إن مقاتلي حماس كانوا يحتمون في المستشفى ويستخدمونه درعاً ضد العمل العسكري مما يعرض المرضى والطواقم الطبية للخطر وقال: «لدينا مخابراتنا التي تقنعنا بأن (حماس) كانت تستخدم مستشفى (الشفاء) مقر قيادة وتحكم ومنشأة تخزين أيضاً على الأرجح.
وتعتبر إسرائيل يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غزة واحدا من أكبر أهدافها الاستراتيجية في القطاع للقضاء على نفوذه الكبير بعد أن أوجعتها عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها الحركة في السابع من أكتوبر الماضي وخطط لها السنوار .
بل إن قادة جيش الدفاع الاسرائيلي يعتبرون أن القبض على السنوار بمثابة إنتهاء الحرب على غزة حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن جيش الإحتلال الإسرائيلي سيصل إلى قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار ويقضي عليه مشيرًا إلى أن هناك 12 قائدا لفرق من حماس قضي عليهم وسنصل إليهم جميعا.
وأضاف جالانت خلال مؤتمر صحفي له أن حركة حماس لا تعرف الحدود وقد عرف ذلك وتأكد منه الجمهور الإسرائيلي خلال أعمال القتل المسؤولة عنها حماس وقيادتها.
ووجه جالانت رسالة إلى جمهور وسكان غزة لتقليل أيام الحرب مفادها: “أقول لجمهور غزة إذا وصلتم إلى يحيى السنوار قبلنا فهذا سيقصر من أيام الحرب”.
وقبل عملية طوفان الأقصى كانت إسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره خطيرا لكنها لم تعتبره مصدر تهديد حقيقي لها حيث كان تركيزه منصبا على تعزيز حكم حماس في غزة وانتزاع تنازلات اقتصادية.