تُنجيك من المهالك.. تعرف على مظاهر الجود والكرم في السيرة النبوية
تواصل إذاعة القرآن الكريم، الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من خلال تقديم برامج متنوعة للتعرف على سنته ومدارسة سيرته العطرة.
قال الدكتور محمد سيد أحمد المسير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وليس الجود بذل صدقات أو تقديم إحسان وإنما الجود يمتد ليشمل المجتمع بأكمله والناس جميعا.
وذكر المسير خلال برنامج (حديث الصباح) بإذاعة القرآن الكريم، أن الجود مع النفس لا يحرمها الطيبات ولا يوردها المهالك، قال تعالى :" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون" .
والجود مع الأهل يكون بالإنفاق عليهم بلا إسراف أو تقتير، قال تعالى: " وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا"،والجود مع الرحم أن يصلها ولو أدبرت ويعطيها ولو حرمت ويحسن إليها ولو أساءت.
وأضاف أن الجود مع الناس يكون فى السعي في قضاء مصالحهم وكفالة اليتامى والأرامل وذوي الحاجات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل).
وأوضح أن الجود بهذا المعنى العام الشامل كان أحد معالم النبوة المحمدية التى كانت شاهدا على صدق رسول الله فى تحمله لأمانة الرسالة، فقد قالت السيدة خديجة رضي الله عنها لرسول الله حين عاد إليها بعد لقاء الغار الأول :فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
وأكد المسير أنه ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الإسْلَامِ شيئًا إلَّا أَعْطَاهُ، ففى صحيح مسلم أن رَجُلٌ سأل النبي غنماً بين جبلين فأعْطَاهُ فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ.
وفى نهاية حديثه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة تلك الريح التى تسوق المطر إلى الأرض القاحلة قال تعالى "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" .