كشفه أحد التابعين.. ما هو معيار كمال حب الرسول ﷺ ؟
تناول برنامج (مع الصحابة والتابعين) عبر إذاعة القرآن الكريم، أثراً للتابعى عبيدة بن عمرو السلمانى الكوفى رضى الله عنه عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: قلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من قبل أنس بن مالك، فقال: لان يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.
وتحدث الدكتور عبد المقصود عبد الحليم هاشم أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عن هذا الأثر قائلاً ، إن المعنى العام لهذا الأثر المبارك أن محمد بن سيرين أخبر عبيدة أن عنده من شعر رسول الله أخذه من الصحابى أنس بن مالك، فرد عليه عبيدة هذا الرد الكريم وهو أن يكون عندى شعرة واحدة من رسول الله أحب إلى من كل صفراء وبيضاء أي الذهب والفضة.
وأضاف أن هذا الأثر يدل على المحبة العامة الشاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر أن أجمل تعليق على هذا الأثر كان تعليق الإمام الذهبى رضى الله عنه حيث يقول: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس.
ومثل هذا يقوله هذا الإمام عبيدة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه، فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها؟ كلا.
وتابع ناصحا كل مسلم ببذل المال في زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم الذي بناه بيده، والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتلذذ بالنظر إلى جبل "أحد" الذي أحبه، وطول المكوث في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون رسول الله أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.
وفى نهاية حديثه أكد على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".