كيف ترد على من يتجرؤون على الله بتقرير مصائر الآخرين؟
قال الشيخ عبدالرحمن اللاوي، نائب رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بسوهاج: إنه كلما رأيت وسمعت من يوهمون الناس أنهم أوصياء على رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، فيقررون رحمة الله لطائفة ويستبعدون منها آخرين، تذكرت حديث رسول الله ﷺالذي يقول فيه: “جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه” البخاري.
وفي رواية للإمام مسلم: “إن لله -تعالى- مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون”، وقلت: الحمد لله الذي أمسك الله عنده تسعة وتسعين جزءًا وأنزل جزءًا واحدًا في الأرض فقط والحمد لله رب العالمين أن لم يجعل أحداً من خلقه وصياً على رحمته يرحم هذا ويطرد ذاك! ومن العجيب أن يسع هذا الجزء البهائم والهوام لتتراحم فيما بينها، بينما استكثر بعض الناس على بعض رحمة الله تعالى وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ …) الزخرف 32، ولعل أولئك الذين يُجَزّئون رحمة الله تعالى ليخصوا بها بعض الناس دون البعض أن يمعنوا النظر في قوله ﷺ: (لَنْ تُؤْمِنُوا حتى تراحمُوا قالوا: يا رسولَ اللهِ، كلُّنا رَحِيمٌ، قال: إنَّهُ ليس بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صاحبَهُ، ولَكِنَّها رَحْمَةُ العَامَّةِ).
وأضاف"اللاوي"خلال مقطع فيديو نشره فرع المنظمة العالمية بسوهاج، عبر الصفحة الرسمية للفرع “فيسبوك” أن طبيعة الرحمة أن تكون عامة و ليست خاصة بفئة من الناس، ولكنها رحمةٌ تسع عامة الناس، وصدق رب العالمين حينما خاطب حبيبه ومصطفاه ﷺ قائلا: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) (الأنبياء107).
واختتم عضو المنظمة حديثه قائلاً: أرجو أن يعتبر من يتجرؤون على أمر الله فيقررون بأفواههم الرحمة للبعض ويحرمون منها البعض الآخر أن يهتموا بمصائرهم التي لا يعلمونها! وأن ينشغلوا في جزء الرحمة الواحد الذي أنزله الله في الأرض وأن يتأدبوا مع الله بترك الحديث عن التسعة والتسعين جزءاً التي أختص الله بها نفسه ولم يوكِّلْ بها أحداً.