تُشيع الفاحشة.. عالم أزهري يحذر من الغيبة المحرمة

الموجز

تحدث دكتور عبد الفتاح بلاط الأستاذ بجامعة الازهر، عن أثراً للتابعى سعيد بن المسيب، جاء فيه:"ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن مِن الناس مَن لا ينبغي أن تُذكر عيوبه فمن كان فضله أكثر من نقصه وُهب نقصه لفضله".

وقال خلال حلقة من برنامج (مع الصحابة والتابعين) عبر إذاعة القرآن الكريم، إن هذا الأثر يقر حقيقة وهى أن الله خلق الخلق وفطرهم على الخطأ والتقصير وأن الكمال لله سبحانه وتعالى وقال الله تعالى "وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا".

وأقرت السنة النبوية هذه الحقيفة فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".

فكل بنى آدم يكثرون من الخطأ لكن الله بلطفه فتح باب التوبة لعباده لقوله تعالى:"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ".

وأضاف أنه يجب على المسلم أن ينشغل بعيوبه عن عيوب الناس لأنه مطالب بإصلاح نفسه أولاً وسيسأل عنها لقوله تعالى:"ومن اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"ٰ.

وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُبصِرُ أحدُكم القَذاةَ في عَينِ أَخيه ، و يَنْسَى الجِذْعَ أو الجِدْلَ في عَينِه".

وذكر أن هناك من الناس من ينبغي التغاضي عن ذلاتهم كالصحابة والعلماء والذين عرفوا بالأخلاق.

فعن عائشة رضي عنها: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَقِيلُوا ذَوي الهَيئَات عَثَراتِهم إلاَّ الحدود) وفى هذا المعنى قال بن القيم من قواعدالشرع وَالْحكمَة ايضاً : أن من كثرت حَسَنَاته وعظمت وَكَانَ لَهُ فِي الإسلام تَأْثِير ظَاهر فَإِنَّهُ يحْتَمل لَهُ مَالا يحْتَمل لغيره ويعفى عَنهُ مَالا يعفى عَن غَيره.

ومعنى هذا إن كان مستوراً لا يعرف شئ من المعاصى ووقعت منة ذلة فلا يجوز كشفها ولا يجوز التحدث بها لأن ذلك غيبة محرمة قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" .

تم نسخ الرابط