الإفتاء توضح الفرق بين المعجزة وكرامات الأولياء

تعد كرامات الأولياء من المواضيع التي طالما كانت محور اهتمام العلماء والمفكرين في مختلف العصور، إذ يعتبرها أهل السنة والجماعة جزءًا من العقيدة الإسلامية التي لا يجوز التشكيك فيها، ويتسائل الكثيرون حول الفرق بين كرامات الأولياء والمعجزات.
ويوضح الموجز في التقرير التالي الفرق بين المعجزة وكرامات الأولياء بحسب ما ورد في فتوى دار الإفتاء على موقعها الإلكتروني.
هل يوجد دليل على صحة كرامات الأولياء ؟
أكدت دار الأفتاء المصرية أن كرامات الأولياء لا تقتصر على حياتهم فقط، بل تستمر بعد وفاتهم، مستندة في ذلك إلى ما ورد في النصوص الشرعية وآثار العلماء من مختلف المذاهب.
وأوضحت الدار أن ما يحدث من كرامات للأولياء بعد وفاتهم ليس دليلاً على أي قدرة ذاتية لهم، بل هو فضل ورحمة من الله سبحانه وتعالى، إذ أن هذه الكرامات تحدث بإرادة الله وحده.
وشددت دار الإفتاء على أن الإيمان بكرامات الأولياء يعد جزءًا من العقيدة الصحيحة التي لا يجوز التشكيك فيها من قبل أهل السنة والجماعة.
وأكدت أن "ما جاز معجزةً لنبي جاز كرامةً لولي"، أي أن ما يثبت للنبي من معجزات يمكن أن يحصل للولي من كرامات بإذن الله تعالى، وهي لا تقتصر على حياة الولي وإنما قد تمتد بعد وفاته. \
نماذج من كرامات الأولياء
وأشارت إلى أن الأدلة على ذلك تشمل العديد من الوقائع الثابتة في الأثر، مثل التحدث بعد الوفاة، وحفظ الأجساد، واستجابة الدعاء عند القبور، بالإضافة إلى إخبار المغيّبات وغيرها من الكرامات التي تظهر للناس بإرادة الله.

موقف العلماء والمفكرين
في هذا السياق، نقلت دار الإفتاء قول الإمام السعد التفتازاني في "شرح المقاصد" حيث قال: "ظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء، وإنكارها ليس بعجيب من أهل البدع والأهواء". وتابعت بأن هؤلاء الذين ينكرون الكرامات لم يشهدوا هذه الظواهر بأنفسهم، ولم يسمعوا بها من قادتهم، ويظنون أن الأمر مقتصر على الاجتهاد في العبادة والابتعاد عن السيئات، فوقعوا في إنكار ما ثبت من كرامات أولياء الله تعالى.
استمرارية كرامات الأولياء بعد الوفاة
وأضافت دار الإفتاء أن الموت لا يعني انتهاء قدرة الله على إظهار هذه الكرامات، فالروح لا تموت، ومؤكدة على أن الجسد وحده هو الذي يتعرض للموت، وليس الروح التي هي محل النعم الإلهية.
وأشارت إلى أن إنكار كرامات الأولياء ليس فقط مخالفًا للثوابت الشرعية، بل هو خروج عن الطريق المستقيم الذي أقره أهل السنة والجماعة.
التحذير من التشكيك في كرامات الأولياء
وأوضحت دار الإفتاء أن إنكار كرامات الأولياء قد يؤدي إلى التشكيك في قدرة الله عز وجل، وهو أمر لا يجوزفعله.
وأكدت أن إيمان المسلمين بكرامات أولياء الله واجب، وهي دليل على صدق إيمانهم بالله ورسوله، وأن التشكيك فيها يعد محط تساؤل بشأن العقيدة.
وأكدت دار الإفتاء المصرية على ضرورة الاعتراف بمكانة أولياء الله الصالحين في التاريخ الإسلامي، والإيمان بما ورد عنهم من كرامات قد أظهرها الله تعالى لهم، سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم، داعية المسلمين إلى الحفاظ على صفاء عقيدتهم واتباع السنة النبوية الشريفة.
اقرأ أيضا:
هل يجوز قصر الصلاة في المنزل قبل السفر؟..الإفتاء تجيب
الإفتاء توضح حكم قول تقبل الله بعد الصلاة