جولة فى عقلك الباطن.. هذا ما تخبرنا به أحلامنا

الأحلام
الأحلام

يقول علماء النفس إن الأحلام تساعدنا على معالجة المشاعر ويمكن أن تكشف الكثير عن رفاهيتنا العاطفية.

وفي حين أن الحلم الجيد يمكن أن يجعل يومك يبدأ بسعادة، إلا أن الحلم السيئ يمكن أن يتركك متوترا لساعات، وتتساءل لماذا راودك هذا الكابوس.

ويعتقد علماء النفس أن الأحلام يمكن أن تكشف الكثير عن صحتنا العقلية، وتجاهل “القرائن” النفسية الرئيسية التي تحاول أحلامنا إخبارنا بها يمكن أن يكون له عواقب غير صحية، ما يمنعنا من معالجة القلق والضغوط في حياتنا اليقظة.

يقول عالم نفس الأحلام إيان والاس: “الجميع يحلم. إنها ضرورة بيولوجية، والأشخاص الذين يعتقدون أنهم لا يحلمون لا يتذكرون أحلامهم عندما يستيقظون“.

وأوضح والاس: “كوننا بشرا، نحن ننام في دورات مدتها 90 دقيقة، أو ما يسمى بالإيقاعات فوق الراديوية، وفي كل من هذه الدورات لدينا حلقة حلم واحدة“.

وإذا تمكنت من النوم لمدة سبع ساعات ونصف الساعة في الليلة، بحسب والاس، فإنه سيكون لديك نحو خمس حلقات من الأحلام إجمالا.

ويقول والاس: “نقضي نحو ساعتين في الليلة في الحلم،وكثيرا ما يقول الناس، لا أحد يعرف لماذا نحلم”، لكن هذا هراء وفقا لوالاس، ففي السبعينيات، وجدت التجارب في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا أنه عندما نكون مستيقظين، فإننا ندرك بوعي فقط حوالي 2% مما نحن نعاني بالفعل.

ويشرح والاس: “معظم تلك الـ 98% الأخرى من الوعي اللاواعي عاطفي، لذلك نحن نستوعب قدرا هائلا من المعلومات التجريبية العاطفية خلال اليوم.

وعلى دماغنا أن يفعل شيئا به. وتتمثل الوظيفة الأساسية للحلم في معالجة مشاعرنا، فهي إحساسنا بالذات، ومن نحن، واحتياجاتنا ومعتقداتنا ونستخدم هذا الوقت أيضا لترسيخ ذاكرتنا، وغالبا ما يفكر الناس في أن الأحلام سلسلة من الصور، لكنها في الواقع تدفق للعواطف“.

إذا كان لديك كابوس معين يعاد مرارا وتكرارا، فقد يحاول عقلك الباطن إخبارك بشيء مهم. ويقول والاس: “الكوابيس هي الدماغ الذي يعمل من خلال المشاعر، الصحة العقلية عاطفية في الأساس، لذلك عندما تخلق شيئا مرعبا أو مزعجا بعض الشيء، فإنك تعالج بعض المشاعر القوية حقا“.

وأضاف: “بنفس الطريقة التي إذا وقعنا في وضع عاطفي مرهق في الحياة، فقد نحاول الهروب منه، ونفعل نفس الشيء تماما عندما نجبر أنفسنا على الاستيقاظ من كابوس“.

يقول والاس: “يعتمد الأمر حقا على مصدر القلق أو التوتر أو الاكتئاب، وغالبا ما يكون هناك شعور بالخروج عن السيطرة، أو حدوث أشياء قد تكون قوية جدا، وغالبا ما تكون عنيفة للغاية”. وأشار والاس إلى أنك قد تجد نفسك عالقا في عاصفة رعدية أو تسونامي أو زوبعة، وقد يكون الحلم أيضا مظلما وقاتما تماما.

وتابع والاس: “أحد أكثر سيناريوهات الأحلام شيوعا هو محاولة شخص ما أن يجد طريقه إلى المنزل، والسبب الذي يجعلنا نراه كثيرا في الأحلام هو أننا نستخدم المنزل كرمز لتمثيل الذات، لديه دواخل وجوانب خارجية مثلنا تماما“.

وواصل: “إذا كنت تحلم بأنك لا تستطيع أن تجد طريقك إلى المنزل، فربما تحاول إعادة التواصل مع من أنت.

ربما كنت تتبنى شخصية من العالم الخارجي لتلائمها وتتأكد من أن الجميع يحبك. هذا يمكن أن يسبب قدرا هائلا من التوتر الخفي بمرور الوقت، ما يساهم في حدوث الكوابيس“.

يوضح والاس: “غالبا ما تتعلق الأحلام بالهوية، لأننا نكتشف من نحن وما نحتاج إليه، والمعتقدات ووجهات النظر التي نتمسك بها.

وإذا كنت تشعر بأقل من قيمتك، أو أنك لست الشخص الذي تريد أن تكونه في حياة اليقظة، فإن أحلامك ستعكس ذلك غالبا“.

ويقول والاس إن حلم التعرّي في الأماكن العامة هو رابع أكثر الأحلام شيوعا، التي يميل الناس إلى رؤيتها، وعادة ما يحدث هذا عندما نشعر بالضعف في موقف غريب، مثل وظيفة أو علاقة جديدة.

وشرح: “السبب وراء إنشاء الحالم لرؤية العري هو أننا نستخدم ملابسنا لتقديم صورة للآخرين عن هويتنا، وعندما تكون عاريا، تشعر وكأنك فقدت السيطرة على صورتك الذاتية ويمكن للناس النظر الى حقيقتك“.

ويشير والاس إلى أن الأحلام تقوم بالفعل بعمل مفيد، تساعد في تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، “ومع ذلك، نظرا لأن الأحلام هي جزء من علم النفس تم التغاضي عنه، فإن الناس يميلون فقط إلى التفكير بأنه حلم سيئ“.

يقول والاس: “يمكن أن تكون مذكرات الأحلام مفيدة. عندما تستيقظ، يمكنك أن تدون بعض الأشياء المهمة من الحلم، أو قد يكون من الأسهل أن تسجل الحلم على هاتفك“.

وأشار إلى أنه: “ليس من الجيد ترك هذه الأحلام تمر، لأنه إذا لم تستمع إلى الرسائل، فستبدأ في رؤية أحلام متكررة“.

وهذا عندما ترى نفس الرموز تعود مرارا وتكرارا، وهو ما يمكن أن يحدث لأشهر وسنوات وحتى عقود، و”بشكل أساسي، في الأحلام المتكررة، ستستمر في إرسال نفس الرسالة لنفسك، حتى تتخذ إجراء في حياة اليقظة“.

يقول والاس: “أقول دائما إن أفضل شخص لتحليل الأحلام هو الحالم، الناس بارعون جدا في فهم الصور الخاصة بهم في أحلامهم، والأمر كله يتعلق بالتعامل مع لغة أحلامك وما تشبهها“.

وقد يساعد قاموس الأحلام في فك رموز وشيفرات الأحلام وما تحاول إخبارك به.

ويضيف والاس: “هناك شيء آخر قوي حقا يمكنك القيام به إذا كنت تواجه أحلاما مزعجة، في اللحظة التي تدرك فيها أنك تحلم بحلم غير مريح وتحاول إيقاظ نفسك، يمكنك محاولة تغيير الصورة بوعي.

على سبيل المثال، إذا كان يلاحقك وحش مخيف، فيمكنك أن تتعلم كيف تجعل الوحش أصغر حجما أو كوميديا في حالتك الواعية، ويمكن أن يكون فهم قدرتك على العمل على صور أحلامك أمرا محفزا حقا.

وتابع والاس: “الشيء الرئيسي الذي أخبر مرضاي به هو عدم الخوف من الحلم، حتى لو كانت لديك كوابيس. يمكن أن تساعدك الأحلام على فهم نفسك بشكل أفضل، ووضع الحدود وإدراك أن لديك دائما قوة وخيارات أكبر بكثير مما تعتقد لإجراء تغييرات في حياتك. وهذا شيء ممتع يجب التمسك به

تم نسخ الرابط