واحد من رواد السينما المصرية.. وأول فنان قبطي يحفظ القرآن الكريم كاملًا.. حكاية بشارة واكيم
يعتبر الفنان بشارة واكيم واحد من رواد السينما المصرية، اسمه الحقيقي بشارة يواقيم، ولد في حي الفجالة بالقاهرة في مارس 1890، ودرس في مدارس الفرير الفرنسية في باب اللوق، لذلك اتقن الفرنسية مبكرا، وبعدها انتسب لكلية الحقوق وحاز على درجة الليسانس، وعمل في المحاماة لفترة قصيرة، وكان مرشحا ﻹحدى المنح الدراسية في فرنسا ولم يكتمل الأمر بسبب الحرب العالمية الثانية.
بدأبشارة حياته الفنية مع فرقتي عبدالرحمن رشدي وجورج أبيض، كما عمل مع الفنان يوسف وهبي في فرقة رمسيس، وكونا ثنائيا كوميديا، ثم عمل كذلك مع الفنانة منيرة المهدية، إحدى أشهر فنانات مصر آنذاك، ورفضت عائلته تركه للمحاماة وعمله في الفن ببداية مشواره، وطرده أخيه الأكبر بسبب حلاقته لشنبه.
عمله في الفن تسبب في فسخ خطوبته من جارته التي كانت أول فتاة أحبها، وهو من أوائل النجوم الذين عملوا في السينما المصرية، بداية من الفيلم الصامت "برسوم يبحث عن وظيفة"، وقدم أول بطولة مطلقة عام 1942 من خلال فيلم "لو كنت غني" للمخرج هنري بركات.
كما قدم العديد من الأفلام خلال فترتي الثلاثينيات والأربعينيات منها :"بسلامته عايز يتجوز، الباشمقاول، لو كنت غني، انتصار الشباب، العريس الخامس"، وشارك في عدد كبير من أفلام نجيب الريحاني، ومنها "لعبة الست، وليلى بنت الفقراء، وقلبي دليلي، وغرام وانتقام"، وأتقن اللغة العربية، وتعلمها من القرآن الكريم، بالرغم من أنه قبطي، كما كان يتقن اللهجة الشامية ببراعة، حتى اعتقد البعض أنه ولد لأصول شامية.
كان واكيم يهوى القراءة ولديه موهبة نظم الشعر الموزون، وقد ألح عليه أنور وجدي بطباعة ديوانا لأشعاره لكنه رفض، وكانت هوايته المفضلة صيد السمك وكان يشاركه النجم عماد حمدي رحلات الصيد، وأعادت الفنانة شادية بسببه أحد مشاهدها في فيلم "العقل في أجازة" أكثر من 20 مرة، كانت تضحك بسببه.
شارك في أكثر من 100 فيلم بالسينما المصرية، وكان آخر أعماله فيلم "حلم ليلة" من تأليف وإخراج صلاح بدرخان، واستمر في العمل بالمسرح حتى بعد إصابته بالشلل إلى أن اعتزل العمل الفني، وتوفي بشارة واكيم بعد أشهر من إصابته بالشلل في 30 نوفمبر عام 1949، عن عمر يناهز 59 عاما.