ندم على اغتيال السادات وانتقد حكم الإخوان لمصر .. كل ماتريد معرفته عن كرم زهدى مؤسس الجماعة الإسلامية
أعلنت الجماعة الإسلامية اليوم رحيل أبرز قادتها الشيخ كرم زهدى عن عمر ناهز الـ69 عاماً وسط أقاويل تزعم وفاته متأثراً بفيروس كورونا.
ويعد كرم زهدي أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية في مصر، وشغل منصب رئيس مجلس شورى سابق في الجماعة، وبرز اسمه كونه أحد المشاركين في عملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلا أنه أعرب بعد ذلك عن ندمه من المشاركة في هذه العملية.
زهدي يعتبر من أكثر الوجوه الإصلاحية في الجماعة الإسلامية التي رفضت اللجوء مجدداً إلى العنف، بل وطالب الجماعة الإسلامية إبان الفترة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، 3 يوليو 2013، بضرورة ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف والتمسك بمبدأ السلمية .
وتعد الجماعة الإسلامية في مصر من أبرز الكيانات الإسلامية التي مارست العنف ثمانينات القرن الماضي، إلا أنها زعمت تقديم مراجعات فقهية، تراجعت فيها عن العنف والتغيير بالقوة.
وسجن كرم زهدي في العملية الإرهابية التي تبناها تنظيم "الجهاد" وقتذاك، واستهدفت اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، و أفرج عنه في 27 سبتمبر 2003 بعد قضائه 22 عاما في السجن.
وقاد زهدي عملية مراجعة، داخل السجن للتخلي عن العنف وحمل السلاح ورفض الصراع مع الدولة، وأدلى بتصريحات صحفية قدم فيها اعتذارا عن العمليات التي تبنتها الجماعة الإسلامية معربا عن استعدادها لتقديم الدية لضحاياها.
ورغم أن كرم زهدي، كان من بين المشاركين في عملية اغتيال الرئيس السادات، إلا أنه أبدى ندمه، واعتبر الرئيس السادات مات شهيداً، لأن كل من قتل في فتنة بين مسلمين يكون شهيداً، مضيفاً: "احتسب السادات شهيداً عند الله". وقال بعدها: "أنا أخطأت في قرار قتل السادات، ولو أنى استقبلت في أمرى ما استدبرت لما شاركت في قتله بل ونهيت عن ذلك الأمر".
وأوضح أنه تقدم باستقالته من منصبه بالجماعة الإسلامية، لأنه كان لديه قرار منذ توقيع مبادرة وقف العنف في عام 1996 بأن "يستقيل بعد أن يرى اليوم الذى تنجح فيه المبادرة ويخرج كل المعتقلين من السجون وهو ما حدث بعد الثورة".
وتصدر كرم زهدي وناجح إبراهيم وعصام دربالة وعاصم عبد الماجد، تقديم المراجعات الفكرية، منذ 1997، إلى أن تمت صياغتها بشكل عام في بداية عام 2002، وكتب كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية وقتذاك، عددا من الكتب للتأصيل الفقهي لمبادرة وقف العنف التي تبنوها.
وبعد ثورة 30 يونيه ظهرت حركة أطلقت على نفسها "تمرد الجماعة الإسلامية"، وطالبت بعودة زهدي مرة أخرى إلى قيادة الجماعة الإسلامية،مدعية إنحراف القائمين على الجماعة وكانت تقصد بذلك وقتذاك، عصام دربالة وعاصم عبد الماجد وصفوت عبدالغني، وشنوا هجوم على زهدي.
وقال زهدي رداً على الحركة إن "تمرد" الجماعة الإسلامية، إصلاحية تسعى لتصحيح مسار الجماعة التي دخلت نفقاً مظلماً في ظل قياداتها الحالية التي تحالفت مع تنظيم الإخوان، فضلاً عن عدم الوفاء بتعهداتها في العمل بمبادرة وقف العنف، مؤكداً أنه لن يعود لتولى رئاسة الجماعة الإسلامية مرة أخرى.
وانتقد كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، وقال عنها إنها كانت من أسوأ الفترات التي مرت بها البلاد، وقدمت نموذجا سيئا لحكم الإسلاميين، متهما الرئيس السابق محمد مرسي بأنه كان حاكما لعشيرته وجماعته، وليس رئيسا لكل المصريين.
كما سجل زهدي اعتراضه ورفضه لإعتصام ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، واعتبر أن منصة التحريض في رابعة العدوية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها مصر منذ عزل مرسي .