يمارسه كثير من الأبناء الأن.. ما هو عقوق الوالدين وأسبابه؟
تلقى برنامج (بريد الإسلام) عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمع يستفسر عن معنى عقوق الوالدين وأشكاله وأسبابه.
وأجاب الدكتور إبراهيم عبد الرحيم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قائلاً إن العقوق هو الاستخفاف والإساءة وعدم الطاعة وصوره كثيرة لاسيما فى حياتنا المعاصرة بعد أن حدث نوع من الخلل فى القيم التربوية والمفاهيم السلوكية والأخلاقية وقد أمرنا الله ببر الوالدين بقوله تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً)فالعقوق ضد البر .
وقال إن من مظاهر العقوق العبوس فى وجههما والتأفف والتضجر من أوامرهما وعدم إسعادهما بل إبكائهما بالقول أو بالفعل أو حتى بالتسبب فى ذلك كما ورد عن رسول الله (مِن أكبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلعَنَ الرجُلُ والِدَيه قالوا يا رسولَ اللهِ وكيفَ يَلعَنُ الرجُلُ أبَوَيه قال: يَسُبُّ الرجُلُ الرجُلَ فيَسُبُّ أباه ويَسُبُّ الرجُلُ أُمَّه فيَسُبُّ أُمَّه. الراوي)وأيضاً من صور العقوق إرهاقهما بكثرة الطلبات مع قلة ذات اليد والبخل فى الإنفاق عليهما وإيثار الزوجة وقطيعتهما.
وأضاف أن أسباب العقوق ترجع أولاً لسوء التربية فالولد الذى لم ينشأ على التقوى وحسن الخلق والبر ودون معرفة الحلال والحرام يكون عاقاً وثانيأ معرفة أصدقاء السوء يفسد الأولاد و البنات ويجرئهن على التقليد الأعمى قال تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )وأَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ (إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ).
وأشار إلى أن التفرقة بين الأولاد فى المعاملة تورث الشحناء والبغضاء بين الإخوة وتؤدى للعقوق كما ورد فى قصة سيدنا يوسف بقوله تعالى (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )وأيضاً سوء معاملة الأب لابنه وتعنيفه والتقصير فى رعايته فيقال إن الأب قد عق ابنه قبل أن يعقه.
وذكر أنه يكفى أن يعلم العاق أنه سيحرم من دخول الجنة لأنها كبيرة من الكبائر.