110 سنة زمالك.. قصة تأسيس مدرسة الفن والهندسة
مدرسة الفن والهندسة، والقلعة الرياضية الكبرى في القارة السمراء.. تحتفل الجماهير الزمالكوية غدا الثلاثاء، بذكرى مرور 110 عاماً، على تأسيس الملكي، حيث أنشئ النادى فى يوم 5 يناير عام 1911، ومع مرور كل يوم في هذا التاريخ، يعد مصدر للسعادة لعشاق ومحبي الفارس الأبيض في مصر والعالم العربي.
تأسس نادي الزمالك مع بداية العقد الثاني من القرن العشرين الموافق 5 يناير عام 1911، حيث تم إنشاؤه كنادٍ رياضي وثقافي واجتماعي، باسم نادي قصر النيل، وذلك لكون مقر النادي كان يشغل مكان "كازينو النهر" الحالي بمدينة الجزيرة، تولى جورج مرزباخ رئيس المحاكم المختلطة في مصر آنذاك رئاسة النادي.
انتقل النادي في عام 1913 إلى مقر ثاني عند تقاطع شارع 26 يوليو، وتغير اسمه إلى المختلط نسبة إلى المحاكم المختلطة، والتي كان أحد أفرادها "سعد زغلول" رائد الحركة الوطنية المصرية.
وفي عام 1941، تغير اسم النادي مرة أخرى إلى نادي فاروق، عندما حضر الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان مباراة نهائي كأس مصر التاريخية بين الزمالك والأهلي، وفاز الأبيض فيها على الأهلي 6-0، مما جعله يطلب من حيدر باشا وزير الحربية، ورئيس النادي وقتها أن يغير اسم النادي إلى "نادي فاروق"، وتولي إسماعيل بك شيرين من أسرة محمد علي منصب نائب رئيس النادي.
ومع ثورة 23 يوليو 1952 تغير الاسم مرة ثالثة إلى اسمه النهائي، وهو نادي الزمالك وانتقل لمنطقة ميت عقبة بالمهندسين، على شارع جامعة الدول العربية، كما يقع نادي الترسانة بمواجهة نادي الزمالك بنفس المنطقة.
وفي عام 1916، بدأت فكرة الكأس السلطانية كمسابقة للأندية المصرية وأندية أسلحة قوات الحلفاء، ورفض الأهلي الفكرة لأنه لا يود اللعب مع أندية الحلفاء ليبقي الزمالك وحده ويفوز بكأس السلطان لأول مرة عام 1921، وفي العام الثاني للمسابقة كان الأهلي قد اقتنع بضرورة المشاركة كخطوة جديدة للمقاومة والتحدي واثبات وجود للمصريين، ثم بدأ النأديان "الزمالك والأهلي" لا يتفقان فقط علي مقاومة الأجانب، وإنما اتفقا علي التنافس بينهما أيضا، فتم الاتفاق علي إقامة مباراتين، الأولى على أرض الأبيض يوم 9 فبراير عام 1917 وفاز فيها الأهلي على الزمالك 1/0، والثانية على أرض الأحمر يوم 2 مارس 1917 وفاز فيها الزمالك 0/1.
وفي عام 1954، كانت فكرة تجديد ملعب النادي آخذة في الظهور، بسبب الحالة السيئة للملعب الحالي في ذلك الحين، هذا أدى بالمجلس للبحث عن رجل أعمال للسيطرة على النادي، وبالتالي المساعدة في تجديد الملعب، تولى عبدالحميد الشواربي الرئاسة، ورغم أنه انتخب لفترة ثانية، إلا أنه لم يتمكن من القيام بالمهمة التي يريدها، وفي ذلك الحين ساهمت بعض الشخصيات البارزة للزمالك والمؤمنين به كجنرال حيدر باشا وحاج سيد العناني في جعل كبار الشخصيات والدرجة الأولى ينتسبون للنادي بطريقة تناسب المركز العالي للنادي، كل هذا حدث في حين كان عبد الحميد الشواربي خارج مصر، لذلك عندما عاد، استقال من دون مساعدة النادي في أي جانب، استمر مجلس الإدارة وتابع شوقي بمنصبه للمواصلة حتى سبتمبر 1955.
لاتزال فكرة جلب رجل أعمال لمساعدة النادي قائمة، وبالتالي، جاء رجل الأعمال الشهير عبد اللطيف أبو رجيلا رئيسا للنادي في عام 1956، حيث بحلول ذلك الوقت، تم تغيير القواعد مما يسمح لمجلس الإدارة بالبقاء لمدة 3 سنوات، ومرة أخرى، يتراجع الدكتور شوقي لرجل الأعمال الجديد، على الرغم من أنه أعيد انتخابه رئيسا للنادي وكل ذلك من أجل ازدهار النادي، على الرغم من أن عبد اللطيف أبو رجيلة أعيد انتخابه لفترة رئاسة ثانية، كان عليه أن يغادر مصر بعد أن فقد أمواله.
في عام 1941 كان الشعار الملكي لمملكة مصر والسودان هو الشعار الرسمي للنادي حينها؛ حيث تغير اسم النادي من "نادي المختلط" إلى "نادي فاروق"، وذلك بأمر ملكي من الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان عقب مباراة نهائي كأس مصر عام 1941، والتي فاز فيها المختلط على الأهلي بالنتيجة الأكبر في تاريخ لقاء الفريقين بنتيجة (6-0)، والتي حضرها الملك بملعب اتحاد الجيش.
تغير اسم وشعار النادي في أعقاب ثورة 23 يوليو عام 1952، حيث أصبح الشعار مكون من مزيج من النموذج الرياضي والحضارة المصرية القديمة، استخدم نادي الزمالك في شعاره ألوانه الرئيسية التي تعبر عن السلام والكفاح، والتي لم تتغير منذ تأسيسه حيث استخدِم في خلفية الشعار اللون الأبيض باعتباره لون السلام، محاطًا بخطين باللون الأحمر لأنه رمز الكفاح في سبيل تحقيق النصر.
ويظهر في النصف العلوى من الشعار رامى السهم، الذي يصوب نحو الهدف مرتدياً زياً فرعونياً، كدلالة على الهدف المشترك بينه وبين نادي الزمالك، ويقصد بهذا الشعار التعبير عن الانتماء لمصر والاعتزاز بالحضارة المصرية، كما يشير إلى أن هدف النادي دوما هو تحقيق الانتصار، حيث أن رامي السهم يسعى لإصابة الهدف وأيضًا النادي الملكي الذى له هدف يستهدف تحقيقه أمام المنافسين في الملعب.
وترجع كلمة "الزمالك" إلى أصل تركي فهي جمع لكلمة "زملك"، وتعني فى اللغة إلى كشك خشبى صغير يقام على ضفاف الأنهار، عرفها المصريون لأول مرة، عندما أراد محمد على والى مصر، وحاكمها فى النصف الأول من القرن التاسع عشر، أن يقيم معسكرات لقيادات الجيش فى تلك الجزيرة، التى تقع فى حضن نهر النيل وتتوسط القاهرة، وتكون قريبة من الأسطول البحري، فأنشأ أكشاك "عوامات" خشبية للجنود المماليك، وتمت تسمية الزمالك، بهذا الاسم نسبة إلى أول مقر للنادى فى الجزيرة، التى أنشأ فيها محمد على "زمالك الجنود".