بهذه الكلمات.. كيف تكفر عن زلات اللسان في المجالس؟
المسلم مطلوب منه في مجالسه أن يتحرز من اللَّغط، وأن يتنبه إلى أنَّ كلماته في مجالسه محسوبة عليه ومعدودة في عمله، وأنَّ الواجب عليه أن يتقي الله تعالى، لكن العبد مهما اجتهد في ذلك، فلا بد أن يبدر منه التَّقصير في مجلسه، وقد قسم العلماء ما يقع في مجالس النَّاس من خطأ وذنب بسبب آفات اللِّسان إلى قسمين: الكبائر مثل: الغِيبة والنَّميمة والسُّخرية واللَّعن والشَّتم والوقيعة في الأعراض وكفارة هذه الأمور لابد فيها من توبة إلى الله تعالى من تلك الذُّنوب وتلك الكبائر.
أما الثاني: صِغار الذُّنوب واللَّمم، ممَّا لا يتعدَّى بأثره على الغير، وهذا النوع وردت كفارته في السنة النبوية الشريفة، من خلال دعاء نصح به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يختموا به مجالسهم حتى يغفرالله لهم وأطلق عليه دعاء كفارة المجلس.
روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
فلا تغفل عنه؛ فإنه مع كونه وجيزاً، إلا أنه غزيرُ الفائدة، فهو خاتم يُختم به العملُ الصالح، فلا يدخله نقص ولا تبديل إلى يوم القيامة، ومحّاء يمحو الهفوات، وزَلّات اللسان، وهذا من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين، حيث جعل لهم بكلمات معدودة أجراً عظيماً.