اختصها القرآن بصفة الحياء ولم يذكر اسمها.. اختلف العلماء في نبوة والدها.. من هي زوجة النبي موسى عليه السلام؟

الموجز

يضم القرآن الكريم مجموعة كبيرة من القصص التي أخبرنا بها المولى عز وجل فيها عن أحوال الأمم الماضية، والنبوات السابقة، كما اختصت بعضها في الحديث عن نماذج متنوعة من النساء منهن الصالحات وأخرى طالحات.

وسوف نستعرض اليوم قصة لإحدى هؤلاء الصالحات وهي امرأة لم يذكر اسمها صريحا في القرآن الكريم، لكن وصفت بصفة عظيمة ألا وهي "الحياء".

هي زوجة نبي الله موسى- عليه السلام -هي "صفورا بنت النبي شعيب بن نويت، زوجة النبي موسى بن عمران – عليهما السلام-، وقيل اسمها "صافورا، وقيل صفورة، وقيل: صفراء بنت النبي شعيب بن نويت،وقيل بنت رجل مؤمن من قوم شعيب.

وقد اختلف العلماء في نبوة والدها، فقد رأى البعض أمثال الحسن البصري ومالك بن أنس وغيرهما بأنها ابنة نبي الله شعيب – عليه السلام -.

فيما يرى ابن كثير وغيره أن والدها هو ابن نبي الله شعيب أو ابن أخيه، وقيل رجل مؤمن من قوم شعيب.

وقد ذكر القرآن الكريم قصتها مع نبي الله موسى عليه السلام فبعد أن خرج سيدنا موسى عليه السلام من مصر هاربا بعد قتله لرجل من المصريين، ووصل سيدنا موسى عليه السلام وأصبح في بلد اسمها مدين قريبة من فلسطين، جلس سيدنا موسى عليه السلام تحت شجرة لكي يرتاح تحت ظلها، فقد ظل أيام طويلة يمشي ولم يدخل جوفه ماء أو طعام.

فرأى سيدنا موسى عليه السلام فتاتين ترعيان الأغنام وينتظران دورهم في سقاية الغنم، وكانت الفتاتين تبذلان جهدا مضنيا للسيطرة على الأغنام، ولما رأى سيدنا موسى عليه السلام حال الفتاتين دهش وسألهما وقال: ( قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)، وكان على البئر صخرة كبيرة لم يستطع أحد إزالتهما فأتى سيدنا موسى عليه السلام وأزالها، وسقى أغنام الفتاتين، ومشى بالأغنام، ووصل الاغنام والفتاتين لمنزلهما، ورحل وقال بعد أن جلس تحت الشجرة: ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير).

ولما عادت الفتاتين لأبوهما شعيب عليه السلام تعجب من عودتهما المبكرة للمنزل، فحكت الفتاتين لأبوهما ما حدث لهما، فطلب أبوهما من أحدهما وهي صفورة، أن تبلغ سيدنا موسى عليه السلام بدعوته له لمنزله، فقالت الفتاة: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)، و سيدنا طلب موسى عليه السلام أن تمشي وراءه وليس أمامه لأنه لا يريد أن يقع بصره على جزء من تفاصيل جسدها.

فلما جاء سيدنا موسى عليه السلام لمنزل الرجل والد الفتاتين (شعيب عليه السلام)، وحكى له ما حدث له في مصر، طمأنه الرجل العجوز( شعيب عليه السلام)، وقال: ( قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، وقالت صفورة لأبوها أستأجره يا أبي فهو قوي وأمين، فوافق شعيب عليه السلام على رأي ابنته، وعرض على سيدنا موسى عليه السلام أن يتزوج من أحدى بناته صفورة وليا، وطلب منه مهرا هو أن يخدم معهم 8 سنوات، وإذا زاد فهو من عنده هو.

فوافق سيدنا موسى عليه السلام على الحديث، وقال شعيب عليه السلام: ( قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)، وتزوج سيدنا موسى عليه السلام من صفورة، وقضى بمدين عشر سنوات أنجب خلالها ولدان أكبرهما سماه جرشوم، والثاني اسمه أليعازر.

وكانت صفورة نعم الزوجة المؤمنة الصالحة النقية العفيفة التي تتسم بالحياء الشديد، ورحل موسى عليه السلام من مدين مع زوجته وجميع أهله، وقيل أن الليلة التي سافر فيها موسى بأهله كانت شديدة البرودة، فرأى موسى عليه السلام نارا من بعيد، وقال: ( إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون)، ولما وصل للنار وجدها بيضاء في شجرة خضراء، وكانت الشجرة خضراء على الرغم من اشتعال النار بها، وسمع الله تعالى يحدثه ويكلفه بدعوة فرعون وقومه للإيمان به، وعاد موسى عليه السلام وسافر مع زوجته وأهله لمصر لكي ينجز ما طلب منه.

تم نسخ الرابط