عاجل.. قرار خطير من ترامب يصيب البشرية بصدمة كبري
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء قرار غريبا صدم البشرية التي تناضل من أجل الصمود في مواجهة وباء كورونا.
ترامب أمراً تنفيذياً يمنع توزيع لقاحات فيروس كورونا في باقي دول العالم، قبل ضمان حصول الأمريكيين على الجرعات الكافية، وفقاً لما أكده مسؤولون بالإدارة الأمربكية .
ونقلت قناة "فوكس نيوز" عن مسؤول كبير في إدارة ترمب أنه تم التوقيع على الأمر التنفيذي خلال قمة حول التلقيح في البيت الأبيض بينما قال مسؤول آخر بإدارة ترمب لقناة "سي إن بي سي" إن الأمر التنفيذي "يؤكد التزام الرئيس ترمب بتعهداته بجعل أمريك أولاً".
ويأتي الإعلان عن القرار في وقت ينتظر أن تجتمع لجنة استشارية تابعة لوكالة الغذاء والدواء الفيدرالية يوم 17 ديسمبر الجاري لبحث الموافقة على استخدام لقاحين مفترضين لفيروس كورونا، بعد إثبات فاعليتهما في تجارب المرحلة الثالثة.
يذكر أن اللقاحين من إنتاج شركتي "فايزر" و"موديرنا"، وقد حظيا بموافقة في عدد من الدول، مثل بريطانيا وكندا.
وقال مسؤولون في إدارة ترمب لـ"فوكس نيوز" إن توزيع اللقاحات الأميركية على باقي دول العالم في إطار المساعدات الدولية من المرجح أن يبدأ "في آخر فصل الربيع أو بداية الصيف القادم". ووفقاً لنفس المصادر، فإن أولوية ترمب هي "ضمان توزيع اللقاحات على الأميركيين قبل تصديرها حول العالم".
وأضافت المصادر أن الأمر التنفيذي "سيحدد مَن ستوكل له مهمة توزيع اللقاح على المستوى الدولي، فضلاً عن قواعد وشروط وتاريخ التوزيع الدولي".
بدورها نقلت محطة "سي إن بي سي" عن مصادر من إدارة ترمب أن مواعيد بداية توفير المساعدات الدولية ستتحكم فيها نسبة الطلب العالمي وقدرة الإنتاج في الولايات المتحدة، مرجحين أن العملية ستبدأ في الربع الثاني من العام المقبل.
غير أن المحطة لفتت إلى أن الرئيس المنتخب جو بايدن من المنتظر أن يعلن سياسةً مغايرة لتوزيع اللقاح على باقي دول العالم، بعد تسلمه السلطة في 20 يناير المقبل.
قيود محتملة
وكانت الإدارة الأميركية قد توصلت لاتفاق في يوليو الماضي مع شركة "فايزر" للحصول على 100 مليون جرعة من لقاح كورونا بعد الموافقة عليه، وهو ما يكفي لتلقيح 50 مليون أميركي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة ترمب رفضت عرضاً من "فايرز" لاقتناء جرعات إضافية، وذلك قبل أشهر قليلة من إعلان نتائج المرحلة الثالثة، لافتةً إلى أن الشركة توصلت بعد ذلك إلى اتفاقات مع دول أخرى لإمدادها باللقاح.
بالمقابل، قال مسؤول كبير في إدارة ترمب لـ"واشنطن بوست" إن "أي شركة حاولت أن تبيع لنا مئات الملايين من جرعات اللقاح خلال فترة التجارب في يوليو وأغسطس وقبل حصولها على اعتماد وكالة الغذاء والدواء الفيدرالية، لم تحصل على الأموال من الحكومة لتطوير اللقاح".
وأمام ارتفاع الطلب على لقاحات "فايرز" دولياً، فإنه من المنتظر أن تمارس إدارة ترمب قيوداً على مصانع الشركة في الولايات المتحدة الأميركية لمنعها من توزيع اللقاحات إلى دول أخرى، قبل ضمان جرعات كافية للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن قانون الإنتاج الدفاعي يخوّل لإدارة ترمب أن تفرض على مصانع شركة الأدوية الموجودة في الولايات المتحدة، أن تعطي الأولوية في توزيع اللقاح داخل الولايات المتحدة، ولو كان ذلك على حساب اتفاقات سابقة أبرمتها الشركة مع دول أخرى للتزود باللقاح.
"نيويورك تايمز" أشارت إلى أن شركة "فايرز"، لديها مصانع للإنتاج في أوروبا، وهو ما يقلل من سلطة إدارة ترمب على التحكم في توزيع لقاحها. وأوضحت الصحيفة أن منع الشركة من الوفاء بالتزاماتها تجاه دول أخرى قد ينتج عنه عواقب دبلوماسية مع الولايات المتحدة.
ونفى مسؤولون في إدارة الرئيس ترمب لشبكة "سي إن إن" تجاهلهم فرصة شراء المزيد من جرعات لقاح "فايزر" . وقال متحدث باسم الإدارة خلال إفادة صحفية، إن البيت الأبيض يُجري حالياً محادثات مع شركة "فايزر" ولا يمكنه التحدث عنها علناً.
وأضاف: "واثقون تماماً من أنه ستكون هناك جرعات كافية لتطعيم جميع الأمريكيين الذين يرغبون في ذلك بحلول نهاية الربع الثاني من 2021".
غير أن صحيفة "واشنطن بوست" قالت إن شركة فايزر أخبرت الولايات المتحدة بأنها لن تستطيع توفير جرعات إضافية من اللقاح قبل أواخر يونيو أو بداية يوليو 2021.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة، أن دولاً أجنبية سارعت إلى شراء معظم إمدادات الشركة من اللقاح، عقب إعلان نجاعته في مرحلة التجارب السريرية النهائية.
وقال بول أوستروسكي، وهو عضو في فريق ترمب لتسريع إنتاج اللقاح المضاد لكورونا، إن رفض "فايرز" توفير جرعات إضافية لن يشكل نقصاً في الإمدادات نظراً لتعاقد الحكومة الأميركية مع شركات أخرى لتوفير مزيد من الجرعات، لكن "واشنطن بوست" نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن العقود التي أبرمتها الحكومة مع شركات أخرى لن تكفي لتغطية النقص المرتقب في الجرعات.
حملة تطعيم مرتقبة
وستبدأ السلطات الصحية في الولايات المتحدة حملة تطعيم على المستوى القومي، قبل نهاية ديسمبر الجاري، بالتزامن مع الارتفاع الكبير في أعداد الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وقال منصف السلاوي، كبير المستشارين في برنامج الرئيس دونالد ترمب لتسريع إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا، الأسبوع الماضي، إن نحو 20 مليون أمريكي قد يتلقون التطعيم المضاد لكوفيد-19 بحلول نهاية عام 2020 وسيكون بمقدور معظم الأمريكيين تلقي لقاحات عالية الفاعلية بحلول منتصف 2021.
وأضاف السلاوي أنه "خلال 24 ساعة، أو ربما 36 إلى 48 ساعة على الأكثر، من الموافقة، سيكون ممكناً حقن الناس باللقاح".
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الاثنين، إن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة ارتفع إلى 14 مليوناً و636 ألفاً و914 حالة منذ تفشي الفيروس في البلاد في يناير الماضي.