القاريء الذي أحبه الرؤساء..حضر السادات زفاف ابنته .. أثنى عليه ملك السعودية وسمح له بتلاوة القرآن داخل الكعبة.. تعرض لمحاولة اغتيال بفنجان قهوة.. معلومات لا تعرفها عن الطبلاوي عبقري التلاوة

الشيخ محمد محمود
الشيخ محمد محمود الطبلاوي

تحل اليوم 14 نوفمبر ذكرى ميلاد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب القراء الراحل، لأول مرة بعد وفاته في شهر مايو الماضي.

ارتبط "الطبلاوي" بذكريات مع رؤساء الجمهورية الذين عاصرهم، وخصوصا الرئيس الراحل أنور السادات، الذي ذاع صيت الشيخ خلال فترة حكمه.

كان "السادات" الذي يعتز بـ"أخلاق القرية" لديه اهتمام خاص بالشيخ الطبلاوي، لأنه أصوله تعود إلى محافظة المنوفية التي ينتمي لها الرئيس.

وفي حوارات صحفية سابقة، صرح "الطبلاوي" أكثر من مرة بأنه التقى السادات لأول مرة في قرية الرئيس "ميت أبو الكوم"، إذ استضافه على وليمة كان يقيمها هناك.

ووصلت الصلة بين الرئيس والشيخ إلى درجة تلبية "السادات" وزوجته "جيهان" دعوة "الطبلاوي" لحضور حفل زفاف ابنته، كما أنه أرسل إليه الكثير من باقات الورود في المناسبة.

 

وفي هذه الصورة، يظهر الطبلاوي في أحد المساجد وهو يقرأ القرآن في حضور الرئيس السادات، وإلى جانب الأخير الرئيس حسني مبارك، الذي كان نائبا للرئيس آنذاك.

 

ولد الطبلاوي عام 1934 في ميت عقبة التابعة لمحافظة الجيزة، في أسرة لها امتدادات بمحافظتي المنوفية والشرقية، وحفظ القرآن الكريم في «الكتاب»، وبدأ التلاوة في سن الـ12، نظير أجر لم يتعد الـ10 قروش، وحاول الالتحاق بالإذاعة المصرية تسع مرات، ولم يوفق إلا في المرة الـ10 عام 1970، بسبب إصرار الإذاعة على تعلمه الموسيقى.

ووصف الكاتب محمود السعدني الطبلاوي في كتاب «ألحان السماء» بأنه «عبقري التلاوة»، ووصفه الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بأنه «يمتلك النغمة المستحيلة».

 

اقترب الطبلاوي عبر تلاوته المميزة للقرآن الكريم من الرؤساء والزعماء، والساسة وصناع القرار، في مصر، والعالمين العربي والإسلامي، واعتبرت سفرياته الخارجية في أحايين كثيرة جزءاً من الدبلوماسية الشعبية المصرية.

الدبلوماسية الشعبية

من جانبه سلط الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي رئيس مكتبة الإسكندرية في كتابه «دهاليز السياسة وكواليس الدبلوماسية» الأضواء على كواليس زيارة الطبلاوي للهند في السبعينات لتلاوة القرآن في سرادقات عامة هناك، والتي جاءت تالية لزيارة القارئ الشهير عبدالباسط عبدالصمد، عندما كان الفقي وقت الزيارتين دبلوماسياً هناك، وأحدثت الزيارة أثراً هائلاً بين الهنود المسلمين، الذين كانوا لا يملكون منع دموعهم تأثراً بالقراءة، وأشار الفقي إلى أن هذه الزيارات كانت تعطي ثقلاً إضافياً لدور مصر الخارجي.كشف الطبلاوي في أحاديث إعلامية متطابقة عن سماح الملك السعودي الراحل، خالد بن عبدالعزيز آل سعود، له بتلاوة القرآن الكريم داخل الكعبة الشريفة، وأن الملك الراحل منحه قطعة من الكسوة الشريفة، ظل يحتفظ بها حتى وفاته.

وقال الطبلاوي في حوار له مع الإعلامي أسامة كمال في قناة «الناس» إن الملك السعودي الراحل قال له توافقاً مع هذه الواقعة إن «القرآن الكريم نزل في الجزيرة العربية، وطبع في اسطنبول، وتلي في مصر»، بما اعتبره الطبلاوي إشادة ضمنية بمسيرته.

دافع الطبلاوي عن الرئيس الراحل حسني مبارك، حتى بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وبعد رحيل مبارك عن السلطة، معتبراً أن خلفية موقفه «إنسانية وليست سياسية».

وقال الطبلاوي في حوار تلفزيوني لقناة «الحياة» في 2015 إن المشكلة «التي نسبها الكثيرون لأوضاع ما قبل 25 يناير 2011 لم تكن في مبارك، وإنما في شخوص حوله، مدللاً على ذلك بوقفة إيجابية لمبارك معه، حين اشتبك مع مسؤولي الديوان، الذين رفضوا تقديم طعام خاص لمقرئ مريض في جنازة ابن علاء مبارك، حيث وقف الرئيس السابق مع الطبلاوي وزملائه، ونهر مسؤولي الديوان طالباً منهم تنفيذ كل طلباتهم».

محاولة اغتيال

الجدير بالذكر أن الطبلاوي تعرض لمحاولة اغتيال غامضة، عبر تقديم فنجان قهوة دس فيه السم من قبل أحد خصومه، لكنه لسبب غامض أحجم عن شرب القهوة، بعد أن مد يده إليها مرات عدة، فالتقطها أحد الحضور الذي توفي على الفور بعد شربها، كما كشف هو بنفسه هذا السر في نهاية حياته، في حوار مع الإعلامية إيمان الحصري لبرنامج «مساء دي مي سي» بقناة «دي مي سي».

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الطبلاوي اعتزل عالم التلاوة في سن الـ84، وتفرغ للدفاع عن المقرئين الذين بلغ عددهم 8000 شخص، فترشح لموقع النقيب خلفاً للشيخ أبوالعنين شعيشع، ونجح في رفع معاشاتهم، وتقديم خدمات لهم.

 

 

تم نسخ الرابط