البارون .. حكايات مثيرة من داخل قصر الأشباح بمصر الجديدة
لم يكن قصر «البارون إمبان»، مجرد تحفة معمارية خارقة تزين حي مصر الجديدة في قاهرة العز، لكنه كان مدينة للأشباح، ولم يكن القصر مبهرا فقط حيث يعتبر الوحيد تقريباً في العالم الذي لا تغيب عنه آشعة الشمس، لكن هناك أوراح تم حصادها فى ظروف غامضة، ودماء سالت دون معرفة السبب، صاحب القصر مات قتيلا، وشقيقته كذلك وابنته خى الأخرى، وهو ما يؤكد الروايات والحكايات المتعلقة بالقصر والتى تثير الذعر فى نفوس مستمعيها، فالقصر الذى شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، الذى حضر من الهند، في نهاية القرن التاسع عشر بعد افتتاح قناة السويس، واختار لقصره الذى يحلم به صحراء القاهرة، وجعل من أحد أبراج قصره ترتكز قاعدته الخرسانية على «رومان بلي» حيث يدور دورة متحركة كاملة كل ساعة، ويعطى الفرصة لمن يجلس به أن يشاهد ما يحيط به من جميع الاتجاهات وهو في مكانه.
أما عن الروايات المرعبة التى تلحق بالقصر، فيشاع أن هناك أصواتا لتحريك أثاث القصر بين حجراته تصدر من داخل الحجرات عند منتصف الليل، وتظهر أضواء بداخله فجأة في الساحة الخلفية، وتغيب هذه الأضواء دون سابق إنذار.
وجيران القصر يروون بعض هذه الروايات والتى تم تسجيلها وأجمعت كلها على أن هناك أشباح لكنها لا تظهر به إلا ليلاً، وهي لا تتيح الفرصة لأي شخص أن يمكث كثيرا داخل القصر، وأنه لا يممكن زيارته والتنقل بين حجراته إلا فى النهار، لكن ليلا فيكون الوضع مرعبا ومخيفا .
وربط مروجو هذه الروايات بأن البارون وعائلته لم يتمتعوا بحياة هادئة أو سعيدة بين جدران القصر، حيث إن البارون نفسه كان مريضا بالصرع، وكانت تنتابه النوبات الصرعية التى يقع على إثرها بحديقة القصر، وتشرق عليه الشمس وكلبه يجاوره إلى أن يفيق من غيبوبته، وتشير الروايات الباعثة للفزع والذعر، إلى أن باقى أفراد أسرة البارون، كان لهم نصيبا مفروضا من التعاسة والسوء، حيث انتهت حياة أخته بالسقوط من شرفة غرفتها الداخلية حينما كان البارون يدور ببرج القصر ناحية الجنوب، وقيل وقتها إن الأشباح قتلتها ودفعتها من الشرفة فسقطت على الأرض جثة هامدة، واشيع أيضا أن سبب توقف البرج عن الحركة روح هيلينا، شقيقة البارون، الغاضبة على شقيقها الذى لم يحاول إنقاذها.
وقيل إن البارون، حاول تحضير روح أخته، ليقدم لها الاعتذار على أنه لم يتمكن من إنقاذها عقب سقوطها من غرفتها، وأشيع وقتها أن روح شقيقته لم تقبل الاعتذار، وهذا وراء دخوله في حالة الاكتئاب التي انتهت بوفاته هو الآخر.
ويشار أيضا إلى أن ميريام ابنة البارون، أصابها شلل الأطفال بسبب شراسة والدها فى تعاملاته معها، حيث أصيبت «مريام»، بحالة نفسية سيئة، وكانت تهرب منها بالجلوس لساعات كثيرة فى غرف السرداب الأسفل بالقصر، وبعد مرور فترة ن الأيام اعتادت «مريام»، المكوث داخل هذه الغرفة حيث تتحسن حالتها وأخبرت أسرتها أن لها صديقا يقيم بالغرفة وتتحدث إليه فيعطيها الأمل وهو ما يبعث فى قلبها الطمأنينة، وقيل إنه بعد سنوات من وفاة شقيقة البارون، تم العثور على ابنته «مريام»، ملقاة على وجهها جثة هامدة فى ظروف غامضة، وبفحص جثتها وجد أنها مصابة بالأعيرة النارية داخل المصعد المستخدم فى رفع الطعام إلى الغرفة العلوية والتى كان البارون يتناول إفطاره فيها وتناثرت الأقاويل بين كونها راحت ضحية جريمة قتل وأنها انتحرت.
ويقال أيضا إن الأكثر غرابة داخل قصر البارون، الغرفة الرئيسية الموجودة بالبرج، والتى يعتزل فيها البارون نفسه ولم يسمح يوما لأحد دخولها، وأطلق عليها اسم «القفص الوردى»، وكان بداخلها بابا يؤدى إلى كنيسة البازيليكة عبر نفق تحت الأرض، وهى الكنيسة التى تم دفنه فيها، وقيل إنه بعد وفاته وجدت مرآته المعلقة فى الحائط ملطخة بالدماء.
ويشار إلى أن هناك حادثة شهيرة شهدها القصر فى عام 1997 حيث تسلل مجموعة من الشباب المصري إلى القصر ليلا وأقاموا بداخله الحفلات لعدة ليالِ، قبل أن يخضع القصر للحراسة، وسمع الجميع أصوات الموسيقى الصاخبة وشهدوا الأضواء الساطعة أيضا لكن كل هذا توقف فجأة عندما اختفى عدد من الشباب داخل القصر بعدما تراقصوا داخل الغرفة الرئيسية التى لم يكن يسمح البارون لأحد دخولها.