تقرير أمريكي يكشف دور مصر في إنقاذ العالم من جحيم كورونا
أكد خبراء ومراقبون متخصصون في مجال إنتاج اللقاحات لـ” وول ستريت جورنال” الأمريكية أن مصر تعتبر منصة مهمة لإطلاق اللقاح الخاص بكورونا وتوزيعه على مئات الملايين من الأشخاص في منطقتي الشرق الأوسط وافريقيا.
التقرير المنشور بتاريخ السادس والعشرين من الشهر الجاري وترجمه المرصد المصري أشار إلى أن مصر تثبت يومًا بعد يوم أنها من أهم إن لم تكن أهم نقاط توزيع اللقاح في العالم النامي وذلك وفقًا لرؤية الدول الكبرى التي تعمل على تطوير لقاح كورونا الآن.
وذكر التقرير أنه وفقا لتلك الدول فإن تعداد السكان في مصر والذي يصل إلى 100 مليون نسمة إضافة إلى موقعها الاستراتيجي وقدرتها على تصنيع اللقاحات يجعلها نقطة جذب كبيرة ومهمة ومنصة جذابة لصانعي اللقاحات الروسية والصينية والغربية.
وفي هذا الإطار أكد مسؤولون صينيون أنهم يريدون جعل مصر نقطة تصنيع اللقاح في القارة الأفريقية حيث أطلقت شركة أدوية تدار من قبل الدولة شراكة مع الدولة نفسها لتطوير اللقاح وتوزيعه وفي نفس الإطار قامت شركة مصرية خاصة بالاتفاق على استيراد عشرات الملايين كجرعات من اللقاح في صفقة مهمة مع صندوق الثروة السيادية الروسي. على الجانب الآخر فإن الحكومة المصرية تجري محادثات على قدم وساق لاستيراد ملايين الجرعات من اللقاح أيضًا.
ووسط هذه الإجراءات تناقش الحكومات في جميع أنحاء العالم وضع الجداول الزمنية لإيصال اللقاحات للجمهور ولذلك يسرع صانعو اللقاحات في عملية التطوير إلا أن هناك بعض المحاذير بشأن عمليات التتبع السريع لتطوير اللقاحات.
وحسب التقرير فإن روسيا والصين تمارسا ضغوطات على دول أخرى لتكون نقاط لتوزيع اللقاحات مثل الإمارات العربية المتحدة إلا أن موقع مصر ونسبة سكانها المرتفعة وكذلك خبرتها في تصنيع اللقاحات جعلت لها الميزة التنافسية الأكبر للتفاوض بشأن أسعار اللقاحات والحصول على السعر الأقل.
ويقول الدكتور جيروم كيم مدير معهد اللقاحات بسيول أن مصر تفعل كما تفعل الدول الكبرى والثرية فيما يتعلق بالحصول على اللقاح إلا أنها تعتمد على عوامل مميزة أخرى مثل ” الجغرافيا السياسية”. كما تتمتع مصر بميزات أخرى منها خبرتها في إنتاج اللقاحات والتي انعكست في كيفية تعاملها مع موجة انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير قبل عشرة سنوات، كما نفذت مصر حملة ناجحة للغاية فيما يتعلق بقضائها على فيروس التهاب الكبد الوبائي.
وتأكيدًا على استمرارية هذه الجهود أشار التقرير إلى أن هناك حملة موجهة من قبل فريق تابع لمنظمة الصحة العالمية اطلعت على العمل في مصنع اللقاحات الرئيسي على مشارف القاهرة وقد خلص تقرير الفريق إلى أن المصنع لن يحتاج إلا إلى تعديلات طفيفة للغاية لبدء إنتاج لقاح فيروس كورونا وذلك حسبما أكدته الدكتورة نعيمة الجاسر ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر.
وبالعودة إلى التنافس على صناعة اللقاح عالميًا فإنه من المتوقع أن تقدم التجربة الصينية لإنتاج اللقاح بديلًا أرخص وأكثر إتاحة للمرشحين المطورين في أوروبا والولايات المتحدة على الرغم من وجود مخاوف من المنحى الصيني وفعالية اللقاح.
وأفاد التقرير أن مصر تعد من ضمن أربع دول في إقليم الشرق الأوسط تختبر فعالية لقاحات صينية الصنع بالإضافة إلى البحرين والإمارات والأردن وفي مصر قامت الحكومة بإطلاق حملة ترويجية رائعة لتشجيع 6000 من المتطوعين على اختبار اللقاح الذي تنتجه شركة Sinopharm المملوكة للصين حيث قامت وزيرة الصحة باختبار اللقاح عن طريق أخذ جرعتين واحدة في سبتمبر والأخرى في الشهر الجاري لزيادة الوعي بتجربة التطوع. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستعمق العلاقات بين مصر والصين وتزيد من مجالات التعاون مستقبلًا.
وتعد الصين مستثمرًا رئيسيًا في المشاريع العملاقة التي يجري العمل عليها في مصر الآن كما أن القاهرة انضمت لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها بكين والتي تعد محاولة لتوسيع النفوذ الصيني من خلال شبكة مطورة من البنية التحتية وتسعى الصين عمومًا إلى تقوية علاقاتها بالدول الشرق أوسطية من خلال تقديم مشاريع استثمارية طموحة. ورغم هذا التوافق بين مصر والصين بشأن اللقاح إلا أن مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية قال إن مصر تبقي خياراتها مفتوحة حيث أن هناك قلقا لدى القطاع الطبي من عدم فعالية اللقاح.
وعلى الجانب الآخر تقف روسيا وتقدم نفسها كبديل قادر على توفير اللقاح لمصر خصوصًا بعد توقيع شركة مصرية خاصة لاتفاق مع صندوق الثروة السيادي الروسي لتوفير وتوزيع 25 مليون جرعة إلا أنه لم يعلق على ذلك أي من الطرفين المصري أو الروسي.