كان سبب عشقها للغناء ودرب صوتها على أغاني سيد درويش والمنيلاوى.. حكاية هدي سلطان مع جارها المقرئ

هدى سلطان
هدى سلطان

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وفى عام ١٩٥٦ أجرت إحدى المجلات موضوعًا تحت عنوان "رجل تأثرت به" تحدثت خلاله عدد من نجمات الفن عن صدف ورجال كان لهم تأثير كبير فى حياتهن واتجهاههن للفن وطريق الشهرة، وكان من بين هؤلاء النجمات الفنانة هدى سلطان التى أشارت إلى أن مقرئ القرآن كان السبب وراء اتجاهها للفن وحبها للغناء.

حيث قالت هدي سلطان أن أسرتها كانت تمتلك فونوغرافًا ومجموعة اسطوانات لبعض المطربين وكانت تنظر لهذه الإسطوانات نظرة تراث قديم لا فائدة منه، مؤكدة أنها لم تعرف قيمة الفن الموجود على هذه الإسطوانات إلى حين سكن إلى جوارهم فقيه يرتل القرآن الكريم، وعندما عرف أن لديهم اسطوانات لبعض المطربين القدامى كسيد درويش، والمنيلاوى أبدى رغبته فى الإستماع إليهم.

وأضافت سلطان أنها كانت ترى هذا الفقيه وهو يستمع فى خشوع وانتباه وإعجاب لهذه الإسطوانات وهؤلاء المطربين، وشيئًا فشيئًا أصبحت مسحورة بهذه الأصوات، وشعرت بإنجذاب وحب شديد للغناء والفن، وكانت تشارك الضيف الفقيه فيما يسمع وتردد معه بعض المقطوعات وتعيد معه ما سمعته، وهو ما جعلها تعشق طريق الفن والغناء وتدرب صوتها عليه حتى قررت احتراف الغناء والتمثيل.

ولدت الفنانة هدى سلطان عام ١٩٢٥ فى قرية كفر أبو جندى بمحافظة الغربية، عشقت الغناء منذ نعومة أظافرها، اسمها الحقيقي بهيجة حبس عبد العال، ترعرعت وسط عائلة إقطاعية وأستطاع شقيقها الأكبر محمد فوزي أن يفرض رأيه على والده المحافظ ليعمل في الفن والذي لم يعترف بأبنه حتى حقق نجاحًا فنيًا كبيرًا.

الغناء كان بوابة مرورها لعالم الفن فكانت تهواه منذ طفولتها، ودخلت مجال التمثيل بالصدفة عندما أعلن المخرج نيازى مصطفى عن حاجته لمطربة ممثلة للعمل فى فيلم "ست الحسن" ووقع الاختيار حينها على هدى ومن هنا بدأ مشوارها الفنى، وشقيقها الفنان محمد فوزي كان له رأي ثاني حيث رفض دخولها الوسط الفنى ولكنها أصرت على ذلك، فقرر مقاطعتها بل ورفض الإعتراف بأن له أخت تدعى هدى سلطان، وهدد من يتعامل معها بالضرب بالرصاص وهددها هى بالقتل، وذلك بسبب خوفه عليها.

وبعد عدة سنوات علمت هدي بمرض أخيها فقررت أن تتواجد بجانبه، وعلى الفور تواصلت مع زوجته مديحة يسرى واقترحت عليها المجىء لمنزل أخيها فرحبت مديحة وعلى الفور ذهبت هدى وقد انتابها القلق والخوف من ردة فعله ولكنه بمجرد أن رآها فتح ذراعيه واحتضنها وبعد ذلك قدم لها عدة أغاني منها: "لامونى، وضاربين الودع" كما أنتج لها فيلم سينمائي.

وفي سن صغير تزوجت الفنانة هدي سلطان من محمد نجيب وذلك لرغبة عائلتها ولكن لم يستمر بسبب غيرة زوجها من نجاحها، وأنجبت منه ابنتها نبيلة ثم تزوجت بعده المنتج السينمائي فؤاد الجزايرلي وساعدها كثيراً في مسيرتها الفنية لكن طُلقت منه بسبب غيرته من شهرتها، ثم تزوجت بفؤاد الاطراش شقيق الفنانين فريد الأطرش واسمهان ولم يستمر زواجهما إلا لأشهر قليلة، ثم تزوجت بفريد شوقي وأستمر زواجهما لفترة طويلة وأنجبت منه ابنتيها ناهد ومها، والزيجة الأخيرة كانت من المخرج حسن عبدالسلام.

شكلت مع زوجها وحش الشاشة فريد شوقي ثنائياً متميزاً في تاريخ السينما المصرية، حيث قدمت معه أكثر من ٢٠ فيلمًا منهم: "إمرأة في الطريق، وجعلوني مجرماً، وكهرمان وفتوات الحسينية، ووداعا بونابرت، والإختيار، وبدور وعودة الابن الضال، والسكرية وشئ في صدري وبورسعيد، وسر إمرأة".

تربعت هدي سلطان لسنوات طويلة علي عرش الدراما المصرية ومن أهم أعمالها: "زينب والعرش, وأرابيسك، وزيزينيا والليل وآخره، والوتد، وليالي الحلمية، ورد قلبي، وزي القمر، وللثروة حسابات اخرى"، وتوفيت الفنانة القديرة بمرض السرطان في ٥ يونيو عام ٢٠٠٦ بمستشفى دار الفؤاد في مصر، عن عمر يناهز ٨١ عامًا وذلك عقب وفاة ابنتها مها فريد شوقي بحوالي ٥٠ يومًا.

تم نسخ الرابط