عرف بحبه الشديد للعبادة ..تعرض للموت 6 مرات .. ارتبط بصداقة روحية مع الأنبا بيشوي .. عندما أراد البابا الفصل بينهم حدثت واقعة غريبة.. تعرف علي قصة القديس بولا الطموهي
يحيي الأقباط الأرثوذكس اليوم السبت، بحسب "السنكسار الكنسي"- كتاب يحوي سير القديسين والشهداء- عيد نياحة "الأنبا بولا الطموهي"، الذي توفي في يوم 7 بابه.
وُلِدَ هذا القديس ببلدة طموه ( طموه إحدى قرى محافظة الجيزة على شاطىء النيل وهي قريبة من مدينة الجيزة)، ومنذ حداثته مال إلى العبادة والانفراد، فذهب مع تلميذه حزقيال إلى جبل أنصنا ( أنصنا مكانها حالياً قرية الشيخ عبادة على الشاطىء الشرقي للنيل مقابل ملوي. وسُميت الشيخ عبادة نسبة إلى أسقفها الشهيد الأنبا أباديون ذي الشيخوخة الصالحة، الذي استشهد في عصر دقلديانوس). ومن عظم محبته للمسيح أضنى جسده بكثرة النسك والأصوام.
عُرف القديس أنبا بولا بحبه الشديد للعبادة خاصة الصلاة الدائمة، ونسكه الشديد حتى قال تلميذه حزقيال إنه تَعَرَّض للموت ست مرات بسبب شدة نسكه.
وبعد خراب برية شيهيت حوالي سنة 408 م. هرب القديس أنبا بيشوي إلى جبل أنصنا (أنتينويه) بصعيد مصر حيث التقى بالقديس أنبا بولا المتوحد هناك، وقد ارتبطا بصداقة روحية عجيبة حتى أن ملاكًا ظهر له يقول: "إن جسدك سيكون مع جسد الأنبا بيشوي".
وقد تحققت الرواية، إذ تنيَّح الأنبا بيشوي في 7 أبيب 133 للشهداء ( 417م ) ودُفن جسده هناك وبعده بثلاثة شهور تنيَّح القديس الأنبا بولا ووضعوا جسده بجوار جسد الأنبا بيشوي.
وفي زمان بطريركية البابا يوساب الأول في الفترة من سنة 830م إلى سنة 849م، أراد هذا البابا نقل جسد الأنبا بيشوي إلى ديره بشيهيت ليكون بين أولاده. ولما قام المكلَّفون بهذه المهمة، بوضع جسد الأنبا بيشوي في السفينة، تعطلت عن المسير.
وكان هناك شيخ قديس يُدعى أرميا، أخبرهم أن المركب لن تستطيع المسير بجسد الأنبا بيشوي وحده لأنه كان يوجد عهد بين القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بولا من قبل الله، أن يظلا غير مفترقَيْن في أيام غربتهما على الأرض وبعد نياحتهما. فرجعوا وحملوا جسد الأنبا بولا ووضعوه في السفينة، بجوار جسد صديقه الأنبا بيشوي، فسارت السفينة بسلام، فسبحوا الله ومجدوا القديسين العظيمَيْن.
ولما وصلوا بهما إلى دير الأنبا بيشوي ببرية شيهيت، وضعوهما في صندوق واحد مع بعضهما داخل كنيسة الأنبا بيشوي، وما زالا يرقدان معاً داخل مقصورة جميلة تظهر منها بعض المعجزات والأشفية -بحسب ما يقال.