عبدالنعيم شمروخ.. قصة الرجل الذي »ساهم بألحانه في شهرة ”إمام الدعاة”.. وهذه حكايته مع ”خواطر الشعراوي”

الموجز

كان المصريون وما زالوا يجتمعون بعد صلاة الجمعة كل أسبوع حول التلفزيون لمشاهدة برنامج "خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي"، لينهلوا من عمله وتأملاته الدينية.

وقد مر هذا البرنامج بمنعطفات وتحولات، منها وفاة مخرجه عبدالنعيم محمود في ثمانينيات القرن الماضي، وتولي عبد المنعم شمروخ مهمة إخراج البرنامج بدلا منه، ليضفي عليه لمسته التي أضافت للبرنامج وجذبت له المشاهدين.

سيرة شمروخ

ورغم اقتران اسم "شمروخ" بأهم تقليدٍ إعلاميٍ في شهر رمضان وهو برنامج خواطر الشيخ الشعراوي ، إلا أنه لا سيرة متوفرة عنها لا على المستوى الرسمي أو حتى التوثيقي ، بل ولا تتوفر له أي صورة.

لم يكن يعلم الشيخ محمد متولي الشعراوي أنه في نفس عام توليه منصب مدير عام شئون الدعوة في وزارة الاوقاف بالقاهرة ، أنه في جنوبها ولد عبد النعيم شمروخ الذي سيجعله الداعية الأبرز والأشهر إعلامياً.

من عائلة الغرابلي سنة 1961 م بمدينة فرشوط في محافظة قنا ، وُلِد رئيس قطاع البرامج الدينية السابق عبدالنعيم شمروخ، ولأنه لا سيرة عنه توثيقة حتى الآن إلا أنه توفي في إبريل من العام 2016، إلا أن المؤكد في مسيرته الإعلامية اقترانه بالشيخ محمد متولي الشعراوي.

وقدم الشيخ محمد متولي الشعراوي أولى خواطره في أوائل سبعينيات القرن الماضي مع المخرج عبدالمنعم محمود ، واستمر الشعراوي في تقديمها حتى وفاته من العام 1998؛ حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لقبه البعض بإمام الدعاة.

وفي أواخر الثمانينيات بدأ عبدالنعيم شمروخ إخراجه للخواطر بطريقة ميزته عن غيره .

وتميز إخراج عبدالنعيم شمروخ لخواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي ، في إبرازه لرسم مصحف الشعراوي وتفاعل الجمهور مع تصوير مشاهد المسجد الإبداعية ، مما أكسب تطورا في شهرة برنامج الشيخ محمد متولي الشعراوي .

وتوفى المخرج عبدالنعيم شمروخ في إبريل من العام 2016، وشيع جثمانه بمسجد الحصري في أكتوبر ودفن في مسقط رأسه بقنا.

سيرة الشعراوي

أما محمد متولي الشعراوي فولد في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

وفي عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.

كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.

فما كان منه إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.

لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.

التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فحركة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919 اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملاءه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقي بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934.

تم نسخ الرابط