كسر برواز ثمين لزوجته لكنه اتهم الخادمين وخصم ثمنه من رواتبهم.. حكايات طريقة من حياة شرير السينما المصرية محمود المليجي
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
ويعتبر الفنان محمود المليجي من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الطريفة وفي عام ١٩٥٣ نشرت إحدى المجلات موضوعًا عن أشهر كذبات النجوم وهل لجأوا إليه من قبل للخروج من أزمة، وكان لشرير السينما المصرية قصص مضحكة مع الكذبة البيضاء.
حيث تحدث الفنان محمود المليجي عن موقف لجأ فيه إلى الكذب عندما كان ينقل إلى سكن جديد في بداية شهر أبريل، وكانت زوجته تحرص على براوز ثمين لديها وتؤكد على الخدم أن يتعاملوا معه بحرص.
حيث قرر المليجي أن يحمل البراوز بنفسه أثناء تجهيز السكن الجديد، ولكنه تعثر في سجادة وسقط على الأرض مع الصورة وانكسر البراوز الثمين، فأخفي المليجي جريمته بين الأثاث خوفًا من رد فعل زوجته.
ولكن عندما اكتشفت ما حدث، ثارت ثورة كبيرة وجمعت الخدم لتسألهم عن البراوز ولكنهم انكروا جميعًا معرفتهم بالأمر، وحينها انفعل المليجي على الخدم حتى يبعد التهمة عن نفسه، وقرر أن يخصم منهم ثمين البراوز الثمين، ثم عاد الخصم إلى الخدم في الخفاء من دون معرفة زوجته بالأمر.
وُلد الفنان محمود المليجي، في عام ١٩١٠ بحي المغربلين بالقاهرة، ونشأ في بيئة شعبية حتى بعد أن انتقل مـع عائلته إلى حيّ الحلمية، وبعـد أن حصل على الشهادة الابتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي.
انضم محمود المليجي في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم، من ثم رشحته فاطمة، لبطولة فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة" وذلك بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن، من ثم توالت أعماله حتي أصبح من أهم نجوم الزمن الجميل.
دوره في فيلم "قيس وليلى" هو بداية أدوار الشر له، والتي استمرت في السينما قـرابة الثـلاثين عامًا حـيث قـدم مـع فـريـد شـوقـي ثنائيًا فنيًا ناجحًا، كانت حصيلته ٤٠٠ فيلمًا، ونقطة التحول في حياة المـليجي كانت في عـام ١٩٧٠، وذلك عندما اختاره المخرج يوسف شاهين للقيام بدور "محمد أبوسويلم" في فيلم "الأرض"، فقد عمل فيما بعد في جميع أفلام يوسف شاهين، منهم: "الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوته مصري".
تزوج المليجي مرتين الأولي من الفنانة علوية جميل، والثانية سرًا من الفنانة سناء يونس، ورحل عنا شرير السينما المصرية وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام ١٩٨٣ على إثر أزمة قلبية حادة، بعد رحـلة عطاء مـع الفن إسـتمرَّت أكـثر من نصف قـرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملًا فنيًا، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة، وكما يموت المحارب في ميدان المعركة، مات محمود المليجي في مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره في الفيـلم التليفزيوني "أيـــوب".