طرق علاج النفس «الأمارة بالسوء» في الإسلام
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق أن أحد علماء النفس - وهو سيجموند فرويد– ذكر "أن النفس أمارة بالسوء"، وقام بتأليف كتب كبيرة فى وصف النفس الأمارة بالسوء.
وأضاف «جمعة»قلنا نحن المسلمون أنه لدينا أن النفس سبع درجات، أولها النفس الأمارة بالسوء، فلذلك هو لم يضف لنا شيئاً جديداً لأننا مؤمنون بهذا، ولكنه يقول أن علاج النفس الأمارة بالسوء يكون بأن تستمر فى السوء، وتبيع نفسها للسوء حتى تهدأ وحتى تستقيم مع الحياة الدنيا وإلا فسوف يحدث لها اكتئاب.
وهنا نتوقف لأنه يوجد اختلاف بيننا وبينه؛ فطريقه يختلف عن طريقنا، هو فى طريق الشيطان ونحن فى طريق الرحمن.
واشار الي أن النفس كلما تعطيها تطلب المزيد ولا ترتاح بل تتعب أكثر - فأكبر نسبة انتحار تجدها فيمن اتبع فرويد -يظل يعطى نفسه ما تريد ويفعل ما تشتهى، ثم لا يجد نفسه فى النهاية قد وصل إلى ما يبحث عنه من سعادة وإشباع ينتحر.
وأوضح أن بعد هذه النفس الأمارة بالسوء يصل المرء إلى النفس اللوامة التى تنهاه وتلومه، والنفس اللوامة تُسْلِمُه إلى النفس الْمُلْهَمة، والنفس الملهمة إلى الراضية، والراضية إلى الْمَرْضيَّة، والمرضية إلى المطمئنة، والمطمئنة إلى الكاملة، لا كما يزعم فرويد أن النفس فقط أمارة بالسوء.
وأكد إن النفس الأمارة بالسوء موجودة، ولكن ليس معنى ذلك أن نُسَلِّمَهَا إلى السوء .. النفس نسلمها إلى ربها .. النفس نُقَوِّمُهَا ونضغط عليها ونجعلها تحت أقدامنا فإذ بها تستقيم وتثبت لأنها مثل الطفل، كما يقول البوصيرى فى بردته:
والنَّفْسُ كالطِفْلِ إِنْ تُهْمِله شَبَّ عَلَى ... * حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمه يَنْفَطِمِ
فَحَاذِرِ النَّفْسَ والشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا وَإِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النصح فاتَّهِمِ
وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلاَ حَكَمًا فَأَنْتَ تعرف كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ
فلا تُعْطِ هذه النفس بسهولة ولا تَسِرْ وراءها، بل يجب أن تُقَوِّمهَا، فإذا وقعت فى المعصية فلا تيأس ... وثق بالله .. ارجع .. تُبْ (خَيْرُ الْخَطَّائِين الْتَوَّابُون).. بادر بالمغفرة ، وفِرّ إلى الله ،وسارع إلى المغفرة.