” فرعون” .. الحقيقة الكاملة لأصل الكلمة التي باتت لغز مصر الأول

فرعون
فرعون

أصبحت كلمة " فرعون" هي اللغز الأول الواجب حله في مصر ومعرفة أصله وأسباب ارتباطه بالحكام المصريين .

وبعد بحث عميق لرجال الاثار فى كل اثار بلادنا عن مصدر هذا الاسم او اللقب لم يجدوه .. ولان هذا الاسم وجد مقترنا بمصر فى اسفار العهد القديم المقدسة فلابد من ايجاد مصدر له داخل بلادنا .

فافترض البعض مثل اليهود ان كلمة فرعون مشتقة من اللفظ ( برعا ) ولان هذا اللفظ هو الاقرب لكلمة فرعون فثبتوه وقننوه واصبح هو التفسير واستراحوا .

بمجرد ان قالت التوراة ان حاكم مصر اسمه فرعون قام الجميع بتفصيل هذا الاسم والباسه لحاكم بلادنا ثم سحبوا هذا الاسم على كل حكامنا مقترنا بالكفر ثم غطوا بالكفر شعب الحاكم والبلد باكمله .

ورغم كل هذا فمن اكثر الاشياء غرابة اننا نحن اهل هذه البلاد لم نعرف او نستخدم تلك الكلمة للدلالة على اى شئ طوال تاريخنا وفشل الجميع فى ايجاد تلك الكلمة على اى اثر من اثارنا الا فى نهاية فترة حكم الهكسوس الذي انتهى بتكوين الاسرة 18 بقيادة الملك احمس .

فمع الهكسوس جاء هذا الاسم كإسم علم من اعلامهم ومنذ هذا الوقت فقط عرفنا هذا المصطلح وخصوصا انه لا ينسجم مع ما هو معروف من مسميات والقاب ملوك وادى النيل ومجرد استخدامه يثير النشاز وسط سلسلة اسماء ملوك متناغمة الوقع والسمات
فإذا رجعنا للقرآن الكريم كمرجعية وحاكمية على المرويات بسبب نظامه المحكم وطبيعته قطعية الثبوت وللتوراة كشاهد وللآثار المصرية باعتبارها مرجع تاريخى موثق سنجد ان :
فرعون .. اسم علم لشخص وليس لقب من القاب ملوك وادى النيل واليك ادلة قاطعة حول ذلك :
_ اولا .. لم يأتى هذا الاسم فى القرآن الكريم جمعا ابدا .. فلم نجد ابدا كلمة الفراعين مثل الملوك والأمراء لأن اسماء الاعلام لا تجمع .
_ ثانيا .. جاء اسم فرعون مصاحبا لإسمين لشخصين من الاعلام مرة قبلهما ومرة اخرى بينهما فلابد لغويا ان تكون كلمة فرعون اسم شخص مثل ما قبله وما بعده ففى القرآن :
"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين الى فرعون وهامان وقارون "23.غافر
"وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات " 39. العنكبوت .
_ ثالثا .. جاء مصحوبا ياء النداء وهى تأتى مع اسماء الاعلام مثل يا أحمد يا مصطفى الخ .. ففى القرآن الكريم :
" وإذ قال موسى يا فرعون ... " 104 : سورة الاعراف
" وإنى لأظنك يا فرعون مثبورا " 102 : سورة الإسراء
ففرعون إسم لرجل وليس لقب

_ رابعا .. رغم مجئ الانبياء ابراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام لأرض مصر ومعاصرتهم لحكام فى عصورهم لم يطلق على أي من هؤلاء الحكام لقب فرعون .. فالحاكم الذى عاصر ابراهيم عليه السلام اطلق عليه الملك والحاكم الذى عاصر يوسف عليه السلام اطلق عليه الملك فى خمس مواضع وهناك ايضا العزيز
بينما الحاكم الذى عاصر موسى اطلق عليه القرآن " فرعون " _ من دون ال التعريف _ فى اربعة وسبعين موضعا فى القرآن الكريم

_خامسا .. اما التوراة فتاتى به هكذا _ فرعون _ فى كل المواضع مثال :
" ادخل قل لفرعون ملك مصر ان يطلق بنى اسرائيل " خروج 11/6
" وشدد الرب قلب فرعون ملك مصر " خروج 8/14
" هما اللذان كلما فرعون ملك مصر فى اخراج بنى اسرائيل " خروج 27/6
وسنلاحظ وجود الاسم والصفة معا فالإسم فرعون وصفته ملك مصر وكان لابد من أن تذكره التوراة بإسمه وإلا كان سيعد من غرائب العجائب ألا تذكر التوراة إسم الملك الذى سامهم سوء العذاب .

تم نسخ الرابط