انقلاب أمريكي و أوروبي على أردوغان بسبب قبرص

الموجز

في ظل تعقد الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط على خلفية علميات التنقيب غير الشرعية التي تجريها تركيا في المياه الإقليمية القبرصية واليونانية، ظهرت موجة من التضامن العالمي تجاه القضية القبرصية، حيث تحتل الأخيرة الجزء الشمالي من الدولة المتوسطية منذ عام 1974. واستقبلت نيقوسيا عددًا من المسئولين الدبلوماسيين خلال الفترة الماضية، كما تستعد لزيارات مسئولين من النمسا وفرنسا والاتحاد الأوروبي خلال الأيام المقبلة.

ورصد موقع «تركيا الآن» التركي المعارض التحركات الدبلوماسية نحو قبرص في الآونة الأخيرة، وكذلك يلقي الضوء على أبزر الزيارات التي من المقرر أن يجريها زعماء وقادة دول العالم خلال الفترة المقبلة إلى قبرص لدعمها ضد استمرار الاحتلال التركي لأراضيها.

كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد زار قبرص، السبت الماضي، سعيًا لتهدئة التوتر مع تركيا في شرق المتوسط، بسبب ممارسات أنقرة غير الشرعية في التنقيب عن الغاز واستمرار النزاع على الأراضي القبرصية المستمر منذ عام 1974.

وجاءت زيارة بومبيو إلى قبرص استكمالًا لاتصالات أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، وقال بومبيو «يجب حل النزاع بطريقة دبلوماسية وسلمية، لذلك سأعمل على هذا الأمر في محاولة للتأكد من أنني أفهم الأخطار المرتبطة به من وجهة نظر القبارصة».

وأعلن بومبيو في وقت سابق من هذا الشهر أن واشنطن سترفع حظر توريد الأسلحة المفروض على قبرص لمدة 33 عامًا وتسعى لتعميق تعاونها الأمني مع نيقوسيا، وتم خلال زيارته ولقائه مع الرئيس القبرصي ونظيره اليوناني توقيع مذكرة تفاهم بشأن زيادة التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية.

زار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبرص 8 سبتمبر، وشدد لافروف، على أن تصعيد التوتر في شرق المتوسط أمرٌ غير مقبول بالنسبة لروسيا، وأنه لابد من احترام سيادة قبرص على أراضيها ومياهها وفقًا للقرارات الدولية.

وأكد لافروف أن موسكو ستعمل دائمًا لإيجاد حلول للمسألة القبرصية، وأنها تراقب الوضع في المنطقة وستساعد في بدء حوار حقيقي مع جميع الأطراف من شأنه أن يولد حلولاً مقبولة للطرفين.

وقال لافروف، إن قبرص وتركيا لديهما «الإرادة السياسية لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار في الوضع الإقليمي»، مضيفًا أن موسكو مستعدة لتسهيل المحادثات لنزع فتيل التوتر بين قبرص وتركيا، وموسكو ستكون على استعداد للتوسط فقط إذا طلب كلا الجانبين ذلك.

وكان الممثل السامي للسياسة الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد زار قبرص في يونيو الماضي، وعقد اجتماعاً مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستسياديس، ووزير الخارجية نيكوس خريستودوليديس وعدد من المسؤولين الحكوميين في قبرص.

وأعرب بوريل خلال الزيارة عن رفضه للاستفزازات التركية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، كما أكد اهتمام الاتحاد بالنظر في المسألة القبرصية.

وفي السياق يتوجه رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إلى قبرص، يوم الأربعاء المقبل، قبل اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في يومي 24 و25 من الشهر الجاري، حسبما ذكر موقع «كاثمريني» اليوناني.

ومن المقرر أن يجري ميشيل محادثات مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ومسؤولين آخرين، ومن المتوقع أن تركز على التطورات في شرق البحر المتوسط والتوتر المستمر مع أنقرة، وستتم مناقشة تعديات تركيا وإمكانية فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على أنقرة في قمة 24-25 سبتمبر.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالنبرج، قبرص، في 17 سبتمبر الجاري، ويليه في اليوم التالي وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي كليمنت بون.

تم نسخ الرابط