ممارسة الرياضة تسببت في حريق منزله ثم أرتكب جريمة وأنكرها وأتهم بها خادمه.. حكايات من طفولة لورانس العرب عمر الشريف
يرتكب الإنسان الأخطاء في الكثير من الأحيان ولكن بدرجات متفاوتة وتكون بدافع الحب أو الدفاع عن النفس أو الإنتقام، وهناك بعض من الأشخاص يحرصون على الإعتراف بهذه الأخطاء، والبعض الأخر ينكرها نفس الشئ بالنسبة لنجوم الفن فهناك عدد منهم كشف عن أخطائه ومشاكله الحياتية في البرامج التلفزيونية والحوارات الصحفية.
ومن بين هؤلاء النجوم الفنان عمر الشريف الذي أعترف بخطأ أرتكبه حيث قال بأنه تسبب ذات يوم وهو صبى فى إشعال حريق بالمطبخ وأراد أن يتهرب من هذه الجريمة فألقاها على خادم يكرهه، ما تسبب فى طرد الخادم.
وأضاف الشريف أنه في فترة المراهقة كان يمارس أنواعًا عديدة من الرياضة وكان يعود للمنزل جائعًا من أثر المجهود الكبير الذى يبذله لذلك كان يتجه مباشرة إلي الثلاجة، مشيرًا أنه في إحدى الأيام عاد للمنزل لكنه لم يجد شيئًا يأكله فى الثلاجة وهداه تفكيره إلى أن يعد طعامًا بنفسه، وحاول أن يشعل البوتاجاز لكنه فشل.
وتابع قائلًا: "لمحت وابور فأحضرته وصببت فوقه كمية من السبرتو وأشعلت عود ثقاب ولكنى فوجئت بوابور الغاز يشتعل كله والنار تمتد إلى السبرتو الذى تساقط فوق المنضدة".
وأوضح عمر الشريف: "أرعبتنى النار فهربت من سلم الخدم وتركتها مشتعلة وعدت من باب الشقة العمومى ودخلت لأجد أمى فى الصالون، ووقفت قليلًا وقلت لأمى أنى أشم رائحة شيء يحترق وذهبت معها للمطبخ وكانت النار أمسكت بالمنضدة وسارعنا وأطفأناها".
وآشار أن والدته بعد فترة قامت بجمع الخدم وأصرت أن تعرف الفاعل، وفي هذا الوقت كان الشريف يحقد على خادم كان يضايقه دائمًا ويهمل طلباته فأنتهز الفرصة وأقترب من والدته وهمس فى أذنها بأنه هو الفاعل ووقتها اقتنعت والدته وطردته رغم إنكاره للجريمة وتأكيده على براءته.
وفى نهاية حديثه أبدى عمر الشريف ندمه على هذه الجريمة وعلى الشهادة الزور التى تطوع بها وظلم خادمه قائلًا: "كل الذى أرجوه أن يكون هذا الخادم من قراء هذه المجلة وأن يقرأ اعترافى ويسامحنى لأننى ظلمته بلا سبب ولا جريمة".
ولد لورانس العرب عمر الشريف في ١٠ إبريل عام ١٩٣٢ بمحافظة الإسكندرية من أصول سورية لبنانية، و كان والده تاجر أخشاب، أما والدته السيدة كلير سعادة، فكانت من مجتمع أرستقراطي، ألتحق بكلية فيكتوريا الإنجليزية بالإسكندرية، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة حيث درس الرياضيات والفيزياء، و بعد تخرجه من الكلية عمل لمدة خمس سنوات بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية بمدينة لندن الإنجليزية.
كانت بدايته في السينما عندما علم المخرج يوسف شاهين بقصة حبه للتمثيل، وقدمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" الذي لقي الكثير من الجماهيرية، مما جعل عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائي لايفترق وتعاونا في العديد من الأعمال منها: "صراع في الوادي، وأيامنا الحلوة، وصراع في الميناء، ولا أنام، وسيدة القصر، ونهر الحب، وأرض السلام".
وفي عام ١٩٦٧ ألتقي بالمخرج العالمي دافيد لين، والذي اكتشفه وقدمه في العديد من الأفلام، وبعد نجاحه في فيلمه الأول "لورنس العرب" في عام ١٩٦٢ لقي شهرة جماهيرية كبيرة، وأصبح العالم الغربي بأكمله يتابع أفلامه، واستمر عمر مع ذات المخرج ليلعب عدة أدوار في الكثير من الأفلام.
حصد عمر الشريف خلال مسيرته الفنية علي العديد من الجوائز التقديرية منها جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل في فيلم دراما عام ١٩٦٦ عن دوره في "دكتور جيفاغو"، وفاز بجائزة الجولدن جلوب عن فئة أفضل ممثل مساعد لدوره في "لورنس العرب"، وفي عام ١٩٦٢ رُشح لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد، و لكنه لم يفز بها، وذلك لدوره في فيلم "لورنس العرب".
وفي عام ٢٠٠٤ تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديرًا لعطائه السينمائي لسنوات طويلة، وحاز أيضًا في نفس العام جائزة "سيزر" لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "السيد إبراهيم وأزهار القرآن"، كما حصل علي جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله، رحل لورانس العرب عمر الشريف عن عالمنا يوم 10 يوليو عام ٢٠١٥، إثر نوبة قلبية حادة عن عمر يناهز الـ ٨٤ عامًا.