أدمنت الخمر بسبب نجلتها وتزوجت تاجر مخدرات وتعرضت للسجن بسببه وأصبحت أمًا في طفولتها.. أحزان واجهت الأرستقراطية زوزو ماضي
عرفها الجمهور بدور المرأة الشريرة المتسلطة في كثير من الأعمال السينمائية إلي أن ذلك عكس حقيقتها تمامًا فهي نشأت في أسرة ثرية وكانت تمتع بطيبة كبيرة كما وصفها من حولها، فهي أستطاعت أن تترك علامة فارقة في تاريخ الفن وأعمالها مازلت عالقة في أذهان الجمهور حتي الآن.
ولدت الفنانة زوزو ماضي في ١٤ ديسمبر عام ١٩١٤ في مدينة بني سويف بصعيد مصر لأسرة راقية ثرية حيث كان والدها يعمل في تجارة الأقطان وقد استقبل مولدته بسعادة كبيرة بعد موت خمسة من أبنائه قبلها.
تلقت تعليمها في مدرسة الفرنسيسكان الخاصة بأبناء الأثرياء وجلب لها والدها مربية سويسرية علمتها الكثير من اللغات فضلًا عن الموسيقى والأدب ورغم الحياة المدللة هذه إلا أن مأساة الفنانة الراحلة بدأت وهي في عمر ١٤ عامًا عندما أجبرت على الزواج من ابن عمها في عام ١٩٢٨، ولهذا وجدت نفسها وهي في سن الخامسة عشرة أمًا لطفلين ومع ذلك لم تستطع الإستمرار في حياتها الزوجية.
وفي إحدي الأيام شعرت أن طاقة الحظ فتحت لها وذلك بعدما قرأت إعلانًا يبحث فيه المخرج محمد كريم عن وجوه جديدة فأرسلت صورتها فقد كانت تتمنى أن تصبح فنانة مشهورة، وبالفعل أرسل محمد كريم في طلبها والتقى بها في مكتب مصطفى القشاشي، ولكن كريم طلب موافقة أسرتها على العمل بالسينما إلا أن والدها اعترض بشدة بل وفرض عليها حراسة مشددة حتى لا تخرج من المنزل ولكنها استطاعت إقناع زوجها بأن يعطيها الفرصة وبالفعل حصلت على موافقته وسافرت إلى القاهرة واستأجرت غرفة مفروشة في وسط المدينة.
قدمت زوزو ماضي أولي تجاربها السينمائية عام ١٩٣٨ أمام الفنان محمد عبد الوهاب في دور شقيقته بفيلم "يحيا الحب" مع ليلى مراد، ثم التحقت بفرقة الشاعر خليل مطران، ثم "فرقة رمسيس" ومن هنا توالت أعمالها الفنية وبلغ ما قدمته من مسرحيات في حياتها ما يقرب من 70 عرضًا مسرحيًا منها: "أوديب ملكا، والست هدى، والنائب العام، وقطر الندى، والأستاذ كلينوف، وابن من فيهم، وراسبوتين، بنات الريف، ولوكاندة الأنس، كرسي الاعتراف، بنت الهوى والطريق المسدود ونرجس".
تزوجت الفنانة الراحلة للمرة الثانية من رجل يدعي كمال عبدالعزيز ، وبعد فترة قليلة من الزواج داهمت الشرطة منزلهما بتهمة اتجار الزوج في المخدرات لتقضي تسعة أشهر خلف القضبان، فيما حكم على الزوج بالمؤبد لمدة ٢٥ عامًا ثم حصلت منه على الطلاق.
وبعد خروجها من السجن تفاجأت بسفر نجلتها إيفون إلى إيطاليا لتعيش حياة الإستهتار، ورغم محاولات الأم المستميتة لإعادتها إلى مصر لكنها فشلت، فاكتئبت وأدمنت الخمر حسرة على ابنتها، وحاولت الإنتحار بالحبوب المنومة، لكن خادمتها أنقذتها في الوقت المناسب.
برعت الفنانة زوزو ماضي في تجسيد دور الأم الأرستقراطية القاسية، وأستطاعت أن تترك بصمة خاصة في تاريخ السينما المصرية ومن أشهر أعمالها: "القضية رقم ١، وموعد على العشاء، وخطايا الحب، والبحث عن فضيحة، وسيدة القصر، ومن غير ميعاد، وقلوب حائرة، واللعب بالنار، وبنات الريف، والزلة الكبرى، والأبرياء" وغيرهم من الأعمال الهامة.
فهي كانت تعتبر من أشهر الفنانات اللواتى حرصن على تغيير السيارات وشراء أخرى، فقد نشرت إحدى المجلات الفنية صورة لسيارة زوزو ماضى الجديدة عام ١٩٤٩ وقدمت لها تهنئة، حيث كانت السيارة ماركة "البريستول" استلمتها ماضى من الجمارك ببورسعيد، وهذه السيارة كانت هى الوحيدة من نوعها فى مصر وقدر ثمنها بنحو ١٨٥٠ جنيهًا، وبطبيعة الحال كان المبلغ باهظًا وقتها.
رحلت الفنانة زوزو ماضي عن عالمنا في ٩ إبريل عام ١٩٨٢ عن عمر يناهز ٦٨ عامًا وذلك بعد معاناتها من قرحة بالمعدة لتستدل الستار على حياة مليئة بالمتاعب لكنها أيضًا كانت مليئة بالأعمال الفنية.