تحدت الرجال وترشحت للرئاسة الأمريكية قبل 150 عام.. حكاية المرأة الحديدية «فيكتوريا وودهل»

فيكتوريا هول
فيكتوريا هول

من المعروف أن وسائل الإعلام العالمية الآن ليس لها حديث إلا عن الانتخابات الأمريكية 2020 والحرب الكلامية الانتخابية بين الرئيس الحالي دونالد ترامب وباقي المرشحين.

ولهذا نستعرض معكم اليوم حكاية فيكتوريا وودهل.. المرأة التى تحدت الرجال وترشحت للرئاسة الأمريكية قبل 150 عام

هذه المرأة الحديدية هزت الولايات المتحدة في عام 1872، عندما أعلنت سيدة تدعى فيكتوريا ووهل ترشحها لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

فيكتوريا وودهل.. كانت أول امرأة تترشح لانتخابات الأمريكية، باعتبارها صاحبة أول تجربة لدخول النساء في سباق الانتخابات الأمريكية على منصب الرئيس.

وعلى الرغم من أن هذه التجربة مر عليها 150 عام إلا أنها لم تتكرر في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية إلا في عام 2008 بترشح هيلاري كلينتون.

وعن حياتها فهي ولدت في ريف ولاية (أوهايو) عام 1838، وكان والدها يبيع زيت كان يطلق عليه (أكسيرًا سحريًا) وكان هناك اعتقاد ان هذا الزيت لديه قدرة على شفاء الأمراض بقوة السحر، واستكمالاً لمسلسل التخاريف جعلها والدها هي شقيقتها تينيسي كعرافات ووسطاء للغير، ولكن التغيير الحقيقي في حياة وودهل حدث في عام 1868، وذلك عندما اتتهم فرصة للعمل عرفات ووسطاء لرجل أعمال فاحش الثراء يدعى (كورنيليوس فاندربيلت) والذي وقع في حب تينيسي وحول حياة الفتاتين من مجرد عرافتين لتصبحا سمسارتين في (وول ستريت).

وفيما بعد عملت فيكتوريا وشقيقتها وسطا في (وول ستريت)، قاموا بافتتاح شركتهم التي تعمل في مجال الوساطة عام 1870، وكنت أول شركة ترأسها النساء في تاريخ (وول ستريت)، ولأن الأمر كان غريب على المجتمع الأمريكي، نشرت صحيفة (نيو يورك صن) مقالاً تعلن فيه افتتاح الشركة، وضعت المقال عنوناً يقول «لابسات التنورة بين البلدين كالأبقار والدببة»، وتمكنت الفتاتان من أن تبلي بلاء حسناً وتحقق نتائج جيدة في عملهما عبر الاستفادة من ”مصدر غير مُستغل في استثمار رأس المال“ وهو النساء.

وظهر اهتمام الشقيقتان بحقوق النساء وتوفير فرص عمل لهن، فقد خصصا غرفة خلفية للنساء وساعدوا كل طوائف النساء من معلمات وممثلات وسيدات أعمال وحتى فتيات الليل من استثمار أموالهن، وبالفعل نجح الشقيقتان وذاع صيتهم في مجتمع رجال الاعمال، وكذلك في الوسط السياسي.

ولهذا استمرت إسهامات وودهل فيما يخص قضايا المرأة والمساواة، وازدادت شعبيتها مما دفعها للمشاركة في تأسيس حزب (الحقوق المتساوية)، وكانت من أشد المدافعين عن حق المرأة في التصويت والانتخاب-والذي لم يكن مطبق رغم أن الدستور الأمريكي نص على ذلك-ولكنها فجأة المجتمع ككل بقرارها بالترشح للانتخابات الأمريكية في عام 1970، وبالفعل تم تمويل الحملة من أموال شركاتها ودعم العديد من الأغنياء والنساء.

و على عكس ما يتوقعه الكثيرون تمامًا، في الانتخابات الديمقراكية، فقد بدأت الحرب على وودهل منذ إعلانها الترشح، ورغم المحاولات لوقف ترشحها من رجالا النظام، إلا أن الدستور الأمريكي الذي كان يمنع النساء من الإدلاء بأصواتهن لم يمنعهن من الترشح، أو بمعنى أدق لم يتخيل من كتبه أن هناك سيدة ستترشح في يوم من الأيام.

وبالفعل وضع اسم فيكتور وودهل كأول امرأة مرشحة للرئاسة أمريكية أمام منافسها (يوليوس أس. جرانت) الذي كان رئيس للولايات المتحدة في ذلك الوقت، وترشح من أجل فترة رئاسية جديد، ولكن عندما أتى يوم الانتخاب كان اسم هوول قد مسح من على بعض البطاقات الانتخابية، وتم القبض عليها ووضعت في السجن حتى إعلان نتائج الانتخابات التي فاز بها منافسها (يوليوس أس.جرانت)، وبعد خروجها من السجن حاولت فيكتوريا الاستمرار في دعم حزبها الحقوق المتساوية.

ولكن بعد ذلك لم تتمكن من العبش داخل أمريكا، بعد أن كانوا يضيقون عليها الخناق في بلادها، حتى هاجرت إلى لندن، وماتت هناك عام 1927 عن عمر89عام.

تم نسخ الرابط