تعرف على الكتائب الإرهابية التي رجحت كفة باشاغا في صراعه مع السراج
مع عودة وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا إلى منصبه مرة أخرى، بعد نحو أسبوع على توقيفه من قبل رئيس الحكومة فايز السراج، عقب جلسة تحقيق مطوّلة ومثيرة، جرت بالتزامن مع استعراض قوة من قبل الميليشيات المتحالفة معه في شوارع طرابلس، يتوجب فتح ملف الظهير العسكري المليشياوي الذي يدعم رجل تركيا الجديد باشاغا.
وقبل أن يعلن السراج عودة باشاغا لمزاولة مهامه، كانت حدة الصراع اشتدت بين فرق الميليشيات المتعددة في ليبيا بعد وصول باشاغا، إلى مطار معيتيقة بطرابلس، قادمًا من العاصمة التركية أنقرة، وكان في حماية نحو 300 آلية عسكرية توجهت إلى قاعدة معيتيقة لمرافقته، بينما احتشد مسلحون من الجماعات المتطرفة التابعة للإخوان في ليبيا لاستقباله فور وصوله إلى معيتيقة.
وكشف الخلاف عن ظهير عسكري مليشياوي يقف خلف باشاغا تقوده مدينة مصراتة، معقل تنظيم الإخوان والمعسكر القويّ في الغرب الليبي المدعوم من تركيا، وأبرزها 7 ميليشيات هي «حطين» و«166» و«الصمود» و«لواء المحجوب» و«القوة الثالثة» و«شريخان» و«طاجين».
وتشير الأنباء القادمة من طرابلس، إلى أن التسوية التي توصل إليها السراج وباشاغا تمت برعاية تركية، وتدخلت أنقرة لتطويق صراع أهم ذراعين لها داخل الوفاق من أجل عدم تقويض «الحكومة الهشّة» التي وقّعت معها اتفاقيات مهمة في نوفمبر 2019 بشأن ترسيم الحدود البحرية والتعاون العسكري، وكذلك لخفض أسلحة الميليشيات المتنافسة بطرابلس ومصراتة ومنع أي احتكاك مسلّح بينهما، سيكون قائد الجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر أكبر مستفيد منه.
ورغم اعتماد السراج على ميليشيات مصراتة في صدّ هجوم الجيش الليبي على العاصمة واعترافه بها وضمها لأجهزة الحكومة إضافة إلى رصد تمويل ضخم لصالحها، فقد وقفت ضد قراره توقيف وزير الداخلية وإخضاعه للتحقيق وأطلقت تهديدات بالتحرّك ضدّه
وتعتبر ميليشيات مصراتة أكبر قوة في مدن الغرب الليبي، وتمتلك أكثر من 17 ألف مقاتل وآلاف العربات المسلحة ومئات الدبابات وعشرات الطائرات العسكرية إضافة إلى مخازن للأسلحة، إذ تتلقى دعمًا كبيرًا من تركيا وتحوز على ثقة مسؤوليها، لاعتبارات إيديولوجية وكذلك اجتماعية.
وبحسب المصادرباشاغا الذي ينظر إليه اليوم على أنه أهمّ شخصية في الغرب الليبي، يستمد قوّته من «ميليشيا حطين»، ثالث أكبر الميليشيات المسلحة في مصراتة الذي كان في وقت سابق أحد قادتها وحارب في صفوفها، كما أنه مدعوم من «كتيبة المرسي» التي قام بتشكيلها وشارك بها في هجوم ميليشيات «فجر ليبيا» على العاصمة طرابلس عام 2014.
بالإضافة إلى ذلك، برزت «ميليشيا 166» كقوّة داعمة لباشاغا ومناوئة لقرار توقيفه وإخضاعه للتحقيق، حتى أنها دخلت في خلاف مع السراج وهدد قائدها محمد الحصان بالانشقاق من حكومة الوفاق وكشف ملفات الفساد، إذا خرج باشاغا منها.
في السياق ذاته، تمثلّ «مليشيا الصمود» التي تعدّ من أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في مصراتة وفي الغرب الليبي بقيادة الإرهابي المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا، صلاح بادي، سندًا قويًّا لباشاغا، حيث أعلنت في أكثر من مناسبة دعمه له حتى أنها وضعت على ذمتّه كل قواتها.
ولباشاغا أيضا نفوذ على «ميليشيا لواء المحجوب» وكذلك على «ميليشيا القوة الثالثة» التي ينحدر أغلب عناصرها من مدينة مصراتة ومعهما «ميليشيا شريخان»، إلى جانب «ميليشيا طاجين» التي تصطف خلفه وتدفع باتجاه أن يكون رجل المرحلة المقبلة.
في المقابل، نجح السراج إلى حدّ ما في تقسيم ولاء كتيبة «لواء الحلبوص»، أكبر الكتائب العسكرية في مصراتة وأكثرها تسليحا، بعد قراره تعيين قائدها السابق محمد علي الحداد الذي ينحدر من مدينة مصراتة رئيسا للأركان العامة لقوات الوفاق، حيث أصبح الثقل الحقيقي لهذه الكتيبة يتبع الحدّاد ويناهض باشاغا.