كرمه أنور السادات وضحى بعمله في القضاء من أجل الفن وتناول حرب أكتوبر بشكل كوميدي.. محطات في حياة الكاتب محمود دياب
تحل اليوم ذكري ميلاد واحد من رواد المسرح والأدب العربى فى فترة الستينيات، حيث أبدع في كتاباته وقدم للمسرح أعمال مميزة تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن، ركز في أعماله علي مشاكل المواطن المصري والقضايا الاجتماعية كانت محط أهتمامه أنه الكاتب المسرحى محمود دياب.
ولد الكاتب محمود دياب بمدينة الإسماعيلية فى ٢٥ أغسطس عام ١٩٣٢، وبعد حصوله علي شهادة البكالوريا قرر أن ينتقل إلى القاهرة والتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام ١٩٥١، وحصل على الليسانس فى القانون عام ١٩٥٥.
بعد تخرجه من الجامعة عين دياب، نائبًا بهيئة قضايا الدولة ثم تدرج فى الوظائف القضائية بالهيئة حتى وصل إلى درجة المستشار بالهيئة، وبسبب عشقه للكتابة منذ طفولته ترك العمل فى السلك القضائى وقدم أول أعماله قصة "المعجزة" عام ١٩٦٠، والتى حصلت على جائزة مؤسسة المسرح والموسيقى.
اهتم الكاتب المسرحي في أعماله بهموم ومشاكل المواطن المصري البسيط، وفى نفس الوقت كانت أعمالة تتضمن تصورات شاملة عن حال العالم العربى وتوقعات من الواقع فى ذلك الوقت، متأثرًا بالأدب الروسى، ومهتما بالقصص التاريخية وكيفية إسقاطها على الواقع العربي، وقدم بذلك مجموعة من الكتابات التى تحمل أفكارًا قومية خالصة والتى لا يمكن تجاهلها على مر العصور.
بدأ محمود دياب أولي خطواته في عالم الفن من خلال مسرحية "البيت القديم" الذي قدمها عام ١٩٦٣، وحاز هذا العرض على جائزة المجمع اللغوى المصرى وقدمت فى القاهرة والأقاليم والسودان والعراق وسوريا، وتتابعت أعمالة المسرحية، بمسرحية "الزوبعة" عام ١٩٦٦ وحاز عليها بجائزة منظمة اليونيسكو لأفضل كاتب مسرحى عربى، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ومسرحية "الغريب" ذات الفصل الواحد وقدمها المسرح القومى المصرى ومسرحية "الضيوف والبيانو" التى قدمت فى مصر وسوريا وبعض الدول العربية.
بجانب المسرح برع دياب أيضًا في السينما حيث قدم أكثر من ١٥ فيلم سينمائي أبرزهم "سونيا والمجنون" وحصد من خلاله جائزة أفضل حوار في مصر عام ١٩٧٧، ومن موسكو حصل على جائزة أفضل فيلم نفذ عن قصة الجريمة والعقاب منافسة مع الفيلم الامريكى والبريطانى لذات القصة، كما كتب فيلم "الأخوة الأعداء"، ولكنه تنازل عن وضع اسمه في مقدمة الفيلم بعد خلافات مع المخرج، وحصل على جائزة أفضل فيلم في مصر، ومن اعماله السينمائية ايضًا "الشياطين وابليس في المدينة".
قدم محمود دياب آخر أعماله المسرحية "أرض لا تنبت الزهور" عام ١٩٧٩، وهى مسرحية تدور فكرتها حول استحالة السلام مع اللئام من البشر الذين ماتت إنسانيتهم وسيطر الحقد والكراهية على طبيعتهم.
تعتبر مسرحيته "رسول من قرية تميرة" التي قدمها فى عام ١٩٧٤، من أهم أعماله وحققت وقتها نجاح جماهيري كبير، وذلك لأنها تعد إحدى أهم المسرحيات التى تناولت فى قالب كوميدى الإنعكاسات الاجتماعية لحرب أكتوبر.
كرّم الكاتب المسرحي فى اليوبيل الفضى للتليفزيون عام ١٩٨٥ وحصل على وسام اليوبيل، كما حصل على وسام القضاء بصفته مستشارًا بهيئة قضايا الدولة وشهادة تقدير من الرئيس محمد أنور السادات، ورشحته مصر مندوبًا عنها لمؤتمر المسرح العربى الذى عقد فى بغداد لتحتفظ مصر بمركز المسرح العربى ومقره الدائم بالقاهرة، كما حاز على جائزة أفضل كاتب عربى من بغداد، واختاره المهرجان القومى للمسرح فى ٢٠١٨ ليحمل اسم الدورة الـ ١١ من المهرجان، ورحل دياب عن عالمنا فى ٢٣ أكتوبر ١٩٨٢ عن عمر يناهز الخمسين عامًا، بعد رحلة من العطاء للثقافة والفن.