وقعت في حب”نصاب دولى”.. غراميات الشحرورة علي شواطئ لبنان
قدمت الشحرورة صباح في مسيرتها الفنية الكثير من الأعمال التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن العربي، وبصوتها الجذاب وبغناء أجمل الكلمات تربعت في قلوب جمهورها، فموهبتها الفريدة جعلتها فنانة شاملة بامتياز لتحفر اسمها فى وجدان محبيها وعشاقها من مختلف أنحاء العالم العربي.
ومثل الجميع يحرص النجوم علي قضاء الأوقات العائلية في الإجازات الصيفية وفي معظم الأحيان تكون قصص ومغامرات الفنانين في حياتهم الحقيقية طريفة وتشبه الأفلام إلى حد كبير، ولكنها تظل ذكرى لدى أصحابها يحكون عنها في لقاءتهم التليفزيونية.
وكانت للفنانة صباح نصيب كبير من هذه الحكايات الطريفة التي كشفتها في إحدى لقائتها الصحفية النادرة حيث قالت أن عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها وعدها والدها أن يستأجر لهم منزل علي جبل لبنان لكي تقضي فيه شهور الصيف برفقة عائلتها ولكن إذا اجتازت الإمتحانات بنجاح.
وتابعت أنها بالفعل نجحت ووفي والدها بوعده وأستأجر لهم ڤيلا أنيقة فوق ربوة من ربى لبنان الجميلة، وهناك قابلت فتى وسيمًا أنيقًا طويل القامة ومفتول العضلات، أسود الشعر وواسع العينين.
وأشارت الشحرورة إلى أنها بمجرد أن تعرفت على هذا الشاب الذى خطف قلبها وبعد أن تواعدا على اللقاء فى اليوم التالى، وبينما تجلس لتنتظره وفى يدها صحيفة، فوجئت بصورته فى مكان بارز ومكتوب تحتها أنه تم القبض على نصاب كبير ومحتال دولى خطير، وبذلك أنتهت قصة غرامها قبل أن تبدأ.
ولدت الفنانة صباح في ١٠ نوفمبر عام ١٩٢٧، في بلدة بدادون قرب منطقة وادي شحرور القريبة من بيروت، اسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي، عشقت التمثيل منذ طفولتها قكانت تغني وتمثل في الحفلات المدرسية وعندما بلغت الثانية عشر من عمرها غنت صباح في كل مكان، وحين أصبحت في الخامسة عشر من عمرها، أصدرت أولى أغانيها عام ١٩٤٠.
قدمت خلال مسيرتها الفنية عدد كبير من الأفلام السينمائية هذا بالإضافة إلى عدد كبيرٍ من الأغاني، وقد وصل عدد أفلامها إلى ٨٣ بين مصري ولبناني، و٢٧ مسرحية لبنانية، وأكثر من ٣٠٠٠ أغنية لبنانية ومصرية.
ومن أبرز أعمالها السينمائية: "موال، وكانت أيام، والأيدي النعاعمة، ولحن حبي، وشارية الحب، المخطوف، ليلة بكى فيها القمر، كلام في الحب، جيتار الحب، نار الشوق، عصابة النساء، وادى الموت، كرم الهوى، شارع الضباب، رحلة السعادة، ليالى الشرق، الصبا والجمال، فاتنة الجماهير، عقد اللولو، المتمردة، القاهرة في الليل".
مرت الشحرورة صباح بالكثير من الأزمات في حياتها لكن أبرزها مقتل والدتها علي يد شقيقها فهو أحدث شرخاً دموياً في حياتها، وكانت بداية القصة عندما أخبروه بعض من الأشخاص أن والدته منيرة سمعان، كانت مع عشيقها قرب بلدة "برمانا" في محافظة جبل لبنان فقتل الاثنين معً، رميًا بطلقات من بندقية صيد، ثم غادر فراراً بعد أيام إلى سوريا، وكان عمره ١٨ تقريبًا، أما والدته القتيلة فدفنوها في مكان لا يعرفه أحد، وصباح نفسها لم تكن تعلم مكان مثوى والدتها الأخير.
كذلك لم تعلم صباح التي كانت في القاهرة يوم الجريمة في لبنان، بمقتل والدتها إلا بعد شهرين تقريبًا، مع أن الصحف المصرية تناقلت عن اللبنانية الحادث وأبرزته في صفحاتها الأولى بعنوان: "شقيق صباح يقتل أمه وعشيقها بالرصاص" إلا أن زوجها الأول، اللبناني نجيب شماس، أخفى عنها الخبر بكافة الوسائل، إلى أن طلبت بعد شهرين زيارة والدتها في لبنان وعندما اقتربت الباخرة من بيروت اضطر إلى مصارحتها بالحقيقة، فانهارت من الصدمة وفق ما ورد في بعض الصحف اللبنانية ذلك الوقت.
وخشيت العائلة على صغيرها أنطوان من ثأر ذوي العشيق القتيل، فدبرت عام ارتكابه في 1948 لجريمته المزدوجة، سفره إلى واحدة من أبعد الدول عن لبنان، وهي البرازيل التي غيّر فيها اسمه تنكراً وانتحالاً، فعاش باسم ألبرت فغالي، وهو ما لم يكن معروفاً عنه إلا لذويه تقريباً.
وكان أخر أعمالها أغنية "يانا يانا"، والتي سبق لها تقديمها، إلا أنها عادت وقدمتها بتوزيع موسيقي جديد وشاركت معها الغناء رولا سعد.
توفيت الشحرورة صباح في ٢٦ نوفمبر عام ٢٠١٤ عن عمر يناهز ٨٧ عامًا وتعتبر جنازة صباح من أغرب الجنازات في العالم حيث انها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تشيع على أنغامها، وهذا ماتم تنفيذه من قبل الشعب اللبناني وأهلها حيث ان جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.