”فاقد الشيء يعطيه”.. فقدت نجلها لكنها برعت في تجسيد دور الأم ووهبت حياتها للأعمال الخيرية وخسرت والدها بسبب الفن محطات في حياة الأم الحنون عزيزة حلمى
كانت ملامحها مليئة بالطيبة والفرح، وظلت تعمل حتى آخر أيام حياتها كما استطاعت بأدائها المميز أن تقدم مثالًا حقيقيًا لشخصية الأم المصرية بطباعها وحنانها وتضحيتها، ولكنها لم تتخلي في أعمالها عن البساطة والتلقائية هذا الأمر الذي جعل المخرجين يختارونها في هذا الدور سواء كان علي صعيد السينما أو التليفزيون، أنها الفنانة القديرة عزيزة حلمى.
ولدت الفنانة عزيزة حلمي في ٦ يونيو عام ١٩٢٩، بالزقازيق في محافظة الشرقية لأسرة بسيطة، عشقت الفن منذ طفولتها لذلك أنتقلت إلي القاهرة من أجل أن تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية لكنها لم تستكمل دراستها، واعترض والدها علي دخول الوسط الفني لذلك ظل مقاطعها حتي وفاته.
بدأت مشوارها الفني مبكراً وذلك بسبب علاقتها بالفنانة زينب صدقي، والفنانة فردوس محمد، فهم قدموها للمخرج أحمد بدرخان، الذي أسند إليها دور في فيلم "قبلني يا أبي" مع الفنان محمد فوزي.
أنطلقت مسيرتها الفنية من خلال فيلم "قبلني يا أبي" وقدمت فيه دور الأم رغم عدم تخطيها في ذلك الوقت الـ ٢٠ عامًا ولكن المخرج أحمد بدرخان وجدها الأنسب ونجحت بالفعل في تقديم دور الأم للفنانين محمد فوزي ونور الهدى، وتعاقدت معها نفس الشركة المنتجة بعد ذلك على ستة أعمال سينمائية بدور الأم لتصبح بعد ذلك أهم وأشهر أم في هذا الجيل.
وقدمت خلال مسيرتها الفنية أكثر من ٢٠٠ فيلم سينمائي منهم: "عدو المجتمع، نرجس، البيت الكبير، ظلمونى الناس، ليت الشباب، سر الأميرة، أيام شبابى، ست الحسن، ليلى غرام، حماتى قنبلة ذرية البنات شربات اولادى، كاس العذاب، البيت السعيد، حياتى أنت، غلطة أب، جنة ونار، يسقط الاستعمار، بلال مؤذن الرسول، دهب، مليون جنيه، شاطئ الأسرار، المراهقات" وغيرهم.
وتعتبر شخصيتها في فيلم "أيامنا الحلوة" من أقرب الأدوار إلي قلبها كما صرحت من قبل في إحدى لقائتها التليفزيونية، وهو من الأعمال القليلة التي قدمت فيه دور سيدة كبيرة وليست أم، ودورها في فيلم "بنت الحتة" حيث كان يناديها الجمهور بأسم شخصيتها فيه "أم عمر".
تزوجت عزيزة حلمى من الكاتب الروائي علي الزرقاني وأنجبت منه ابنها الوحيد، وفقدت نجلها وتوفي بسبب وعكة صحية شديدة، وعن لقائها بزوجها قالت: "تعرفت عليه في المعهد، ثم تزوجنا، وكان لا يفضل أن تجمعني به أي أعمال، ما عدا فيلم المراهقات، الذي وافق عليه بعد أن طلبت منه الفنانة ماجدة مشاركتي في الفيلم، وبالفعل عملت دور أم الفنانة زيزي مصطفى".
وكانت الفنانة الراحلة عضو في عدد كبير من الجمعيات الخيرية أشهرهم الهلال الأحمر وكانت في قسم المستشفيات وكانت متطوعة في مستشفى المعادي العسكري، كما عملت في جمعية انقاذ الطفولة لرعاية أبناء الشهداء وكان الأطفال ينادوها بـ"ماما عزيزة"، فبعد رحيل ابنها وجدت أن العمل الخيري والمجتمعي دور مهم للفنان عليها القيام به.
بجانب تألقها في السينما أتجهت أيضًا إلي الإذاعة وعملت مع محمد محمود شعبان "بابا شارو" في برنامج "عذراء الربيع"، ومن أشهر أعمالها الإذاعية مسلسل "عيلة مرزوق أفندي"، الذي قدمته الإذاعة على مدى سنوات طويلة، ومن أشهر أعمالها في التليفزيون مسلسلات: "القاهرة والناس، ودموع فى عيون وقحة، رأفت الهجان"، وبعد مشوار فني حافل رحلت عزيزة حلمي عن عالمنا في توفيت عزيزة حلمي، في عام ١٩٩٤ عن عمر يناهز ٦٥ عامًا.