يوسف شاهين رفض رشدي أباظة.. وشكري سرحان اعتذر فذهب الدور لأحمد مظهر .. حكايات لا تعرفها عن صراع النجوم علي بطولة الناصر صلاح الدين
في يوم 25 فبراير 1963 كانت السينمات المصرية علي موعد مع فيلم"الناصر صلاح الدين" للنجم الراحل أحمد مظهر والمخرج الكبير يوسف شاهين ومن إنتاج آسيا، والذي حقق نجاح كبير وإقبال جماهيري عالي، ورشح لأكثر من جائزة، ففي هذا الوقت كان الجمهور المصري مهتم بالشخصيات التاريخية. واستطاع حينها الكاتب الكبير يوسف السباعي تقديم العمل بشكل مختلف وبحبكة درامية عالية حيث دارت أحداث الفيلم حول الصراع بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين
والحقيقة أن الفيلم شهد صراع خلف الكواليس لاختيار بطل العمل، فعندما قررت المنتجة آسيا داغر إنتاج فيلم عن صلاح الدين الأيوبي، في عام 1960، اختارت عز الدين ذوالفقار للإخراج، ورشحت الفنان رشدي أباظة لأداء دور البطولة.
حيث رأت أنه الأجدر بالبطولة، بعد أدائه المتميز في فيلم "الرجل الثاني" المعروض قبلها بعام واحد، وجسد فيه شخصية "عصمت" بعد اعتذار الفنان أحمد مظهر عن أدائه، لرفضه الظهور في دور "الشرير".
وتعاقد " أباظة" حينها مع جهة الإنتاج، وأمّن على نفسه بـ20 ألف جنيه، خشية تعرضه للإصابة خلال التصوير، وسار كل شيء على ما يرام إلى أن أصيب المخرج عز الدين ذوالفقار بمرض، واعتذر عن عدم إخراج العمل.
قررت المنتجة تكليف المخرج يوسف شاهين ليتولي مسئولية الإخراج محل عز الدين ذوالفقار، وفور أن تولى مهامه نشأ الخلاف بينهما، فيما يخص من سيجسد شخصية صلاح الدين، بعد أن أعلن رفضه وجود رشدي أباظة من الأساس.
حيث رأي أن الدنجوان لا يلائم الدور مطلقًا، مرشحًا مكانه الفنان شكري سرحان، والذي رفض لأنه كان يخشى ركوب الخيل بينما كان السبب الحقيقي هو تجنب أي خلاف مع صديق رشدي أباظة
على الجانب الأخر أصر المخرج الراحل على رأيه، وقرر أن يستبعد الدنجوان على الفور، لكن لحسن حظه جاءه رشدي أباظة واعتذر عن العمل معه، بحجة مرافقته والدته في رحلة علاجها خارج مصر.
وأعاد رشدي الـ 500 جنيه عربون الفيلم للمنتجة آسيا داغر، ليظل الخلاف بين الأخيرة ويوسف شاهين قائمًا، لرغبتها في الاستعانة بكمال ذوالفقار، الشقيق الأصغر للراحل صلاح ذوالفقار.
فكر "شاهين" وقتها في الاستعانة بالفنان أحمد مظهر، بعد أن رأى فيه الكفاءة التي يتمناها، إضافةً إلى براعته في ركوب الخيل، ليحقق "فارس السينما" في العمل نجاحًا باهرًا.