صدمت الملك فاروق..وعبد الناصر اعتقلها مرتين..والسادات أنكر جميلها وخانها..ورفضت مصافحة مبارك..ما لا تعرفه عن معارك تحية كاريوكا مع حكام مصر

الموجز

هي لم تكن مجرد راقصة أو فنانة متمكنة فقط، بل تخطت كل هذا بكثير، حتى أصبحت امرأة لها شخصية يحترمها الملوك والرؤساء، فـ لها قصة تروى مع الجميع وفى كل العهود منذ الملك فاروق وحتى حسنى مبارك مرورا بعبدالناصر والسادات، إنها الراقصة والفنانة تحية كاريوكا.

بينما كانت تحية تؤدي إحدى رقصاتها في أحد فنادق الجيزة، فوجئت بوجود الملك فاروق، يجلس في الصالة، ومعه عدد كبير من حاشيته، فسخرت كاريوكا من الموقف، ووجهت حديثها للملك فاروق، وقالت له: «مكانك مش هنا يا فاروق يجب أن تكون في قصر الملك»، فانصرف الملك فاروق غاضبًا لكنه لم يوجه أي غضب إلى كاريوكا وسط ذهول الموجودين في الصالة.

وفي إحدى المرات كانت تحية كاريوكا في جولة فنية في بيروت، ورفضت أن ترقص أمام الرئيس التركي ومؤسس العلمانية التركية كمال أتاتورك، وذلك بعد أن أهان السفير المصري، فرد أتاتورك بمنعها من دخول تركيا.

نشأت تحية على كره الاستعمار وحب الثورة من والدها محمد أبو العلا النيدانى كريم، الذى أطلق على ابنته اسم «بدوية» تيمنا باسم الشيخ السيد البدوى، أحد أبطال المقاومة أثناء الحروب الصليبية، وبعد أن حققت تحية شهرتها الكبيرة فى القاهرة تزوجت من الضابط مصطفى كمال صدقى، ولم تمر أشهر قليلة بعد الزواج حتى وجدت ضباطا من البوليس الحربى يكسرون باب شقتها بعنف، ووقفت تحية فى مكانها والضباط يبحثون فى كل مكان بالشقة عن أى منشورات ضد نظام الحكم، وعن أى أسلحة، وبالفعل تم العثور على بعض من المنشورات، ولم تتردد تحية فى أن تذهب معهم إلى القسم، ورغم أنها أنكرت معرفتها وعلمها بما تم ضبطه فى شقتها وتأكيد الزوج كلامها فإن ذلك لم يمنع السلطات وقتئذ من الزج بتحية داخل السجن للمرة الأولى فى حياتها.

لتقضي تحية فى السجن 100 يوم قادت خلالها حركات التمرد داخله، ورفعت صوتها محتجة على ظروفه الغير إنسانية، كما كانت أيضا تقف فى تظاهرات الطلبة مؤيدة لهم وترسل لهم الطعام وتشارك فى الهلال الأحمر.

لم تتوقف مواقفها عند هذا الحد، حيث انتقدت أداء حكومة ما بعد ثورة 23 يوليو، ووصفت أداءها بأنه لا يفرق شيئا عن أداء الملك فاروق، وهو ما أدى إلى غضب السلطات منها وقتئذ، واعتقلها جمال عبدالناصر مع بعض أعضاء الحزب الشيوعى المصرى.



وبعد نكسة يونيو 1967 قامت تحية كاريوكا وحدها بجمع تبرعات من الفنانين والمسئولين وكبار رجال الأعمال والدولة للجيش المصري، بل وكانت تحمل السلاح بنفسها للفدائيين حتى عندما قابلها الزعيم جمال عبد الناصر قال لها: «أنتي ست بألف راجل».
كانت تحية كاريوكا أخفت الضابط محمد أنور السادات في منزل شقيقتها أثناء هروبه بعد مقتل أمين بك عثمان، وذلك في العهد الملكي، وكانت حريصة كل الحرص على سلامته لدرجة أنها كانت تأتيه بالجرائد اليومية داخل عمود الأكل حتى يدرك ما يدور حوله من مجريات الأمور، وظل 75 يومًا مختبأً في منزل شقيقتها تراعاه رعاية كاملة هي وأسرتها بالكامل.

وعندما أصبح السادات رئيسًا لمصر وقفت بجانبه، وفي يوم 3 سبتمبر 1981 قام السادات بمجموعة اعتقالات سياسية من أجل قمع السياسيين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد، تم اعتقال ما يزيد عن 1536 من رموز المعارضة السياسية في مصر إلى جانب عدد من الكتاب والصحفيين ورجال الدين، وإلغاء إصدار الصحف المعارضة، وكانت تحية كاريوكا ضمن هؤلاء المعتقلين فقالت له: «خبيتك في بيتي وقت ما كان العالم كله بيدور عليك وآخرتها تعتقلني».

في بداية عهد الرئيس مبارك أقيم حفل غنائي كبير، وجمع فيه كبار وعمالقة الفن، وشارك منهم فاتن حمامة وفريد شوقي وماجدة ويحيى شاهين وشكري سرحان وأكثر من 150 فنان من مختلف الأجيال.

وفي نهاية الحفل كان هناك تقليد متبع أن يذهب جمع الفنانين ليسلموا على الرئيس ويلتقطوا معه الصور التذكارية فجاء أحد كبار المسئولين، وقال لجمع الفنانين: «استعدوا عشان تقوموا تسلموا على الريس».

وفي وسط هؤلاء الجمع الغفير من الفنانين صرخت تحية كاريوكا في وجه هذا المسئول قائلة: «وهو ميجيش يسلم علينا ليه»، فسمعها الرئيس مبارك بنفسه حتى قام لها وسط ذهول كبير من كل الحاضرين وقال لها: «ومالوا ياست تحية أقوم أسلم عليكي بنفسي»، فسلم على الجميع والتقط معهم الصور، ولم تكتفي كاريوكا بهذا فقط بل قالت له: «في ناس غلابة كتير من شعبك بينام من غير عشا ياريت ياريس تاخد من ميزانية كل مسلسل وفيلم ولو 1000 جنيه لهم».

تعتبر تحية كاريوكا من أشهر راقصات زمن الفن الجميل، حيث كانت تتميز بخفة دم وحضور كبير وموهبة لا يختلف أحد عليها، وهو ما ميزها عن فنانات جيلها من الراقصات فى هذا الوقت، كما اشتهرت أيضا بمواقفها السياسية الشجاعة وجرأتها، وكانت لا تخشى على الإطلاق من رجال الشرطة أو رجال السلطة، ووصلت جرأتها إلى أقصى الحدود مع الملوك والرؤساء، وكان لها معهم مجموعة من المواقف الجريئة أيضاً.

تم نسخ الرابط