عاجل..الأمم المتحدة تستعد لتوقيع عقوبات على أردوغان لإرساله مرتزقة إلى ليبيا
كشف موقع «نورديك مونيتور» السويدي عن بدء هيئة الأمم المتحدة تحقيقات موسعة في إرسال عناصر الميليشيات السورية والمرتزقة إلى ليبيا، ونشر الموقع وثائق تؤكد أن مقرري الهيئة بعثوا برسالة رسمية إلى الحكومة التركية بتاريخ 10 يونيو الماضي، للحصول على مزيد من المعلومات حول دورها في تجنيد وتمويل ونقل المقاتلين السوريين في ليبيا.
ووفقًا للادعاءات التي تم التأكيد عليها في الرسالة، قامت تركيا بنشر المرتزقة بشكل فعال في النزاع المسلح بليبيا، من خلال تجنيد ودفع مقاتلين من عدة مجموعات مسلحة سورية، بينهم أطفال، للمشاركة في العمليات العسكرية في طرابلس دعمًا لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها.
وكشفت رسالة الأمم المتحدة أيضًا كيف استخدمت الحكومة التركية شركة «سادات» في تلك العمليات. ووفقا للموقع السويدي، فإن السلطات التركية تعاقدت مع شركات عسكرية وأمنية خاصة لتسهيل اختيار المقاتلين، وكذلك إعداد الوثائق الرسمية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التركية. وجاء في الرسالة أن إحدى الشركات المذكورة في هذا السياق هي شركة «سادات» الدولية للاستشارات الدفاعية.
وطلب مقررو الأمم المتحدة من الحكومة التركية تقديم مزيد من المعلومات حول دورها بتجنيد وتمويل ونقل ونشر المقاتلين السوريين، بما فيهم الأطفال دون سن 18 عامًا، للمشاركة في الأعمال العدائية في ليبيا؛ ودور الشركات العسكرية والأمنية التركية الخاصة في تلك العمليات والعلاقة بين هذه الشركات والحكومة التركية؛ وكذلك عدد المقاتلين السوريين المنتشرين في ليبيا، وأسماء الجماعات المسلحة السورية التي ينتمون إليها، لمحاسبتهم على انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وما إذا كان قد تم التحقيق في هذه الادعاءات من قبل السلطات التركية ذات الصلة.
وجاء في رسالة الأمم المتحدة أن دور الشركات العسكرية والأمنية التركية الخاصة في تسهيل تجنيد المقاتلين السوريين والتعاقد معهم، بالتنسيق الواضح مع السلطات التركية، شيء يدعو للقلق.
وبحسب ما وصل إلى مقرري الأمم المتحدة، فإن عددًا من المقاتلين وافقوا على نقلهم إلى طرابلس، ومن ضمنهم، أعضاء: فرقة الحمزة، فرقة السلطان مراد، كتائب صقور الشام، فرقة المعتصم، فيلق الشام، أحرار الشام الشرقية ولواء سليمان شاه، وتم نقلهم إلى ليبيا، بعضهم سافر على متن طائرات عسكرية تركية من غازي عنتاب إلى اسطنبول، والبعض الأخر سافر عبر رحلات تجارية إلى طرابلس ومصراتة، وهي المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق.
وجاء في رسالة الأمم المتحدة: «يبدو أن الدافع وراء نشر المقاتلين في ليبيا هو الأجور المرتفعة، وكذلك احتمال الحصول على جوازات سفر تركية».
وأشارت الرسالة إلى أن قادة الجماعات المذكورة أعلاه، قد جندت أطفالًا تحت سن 18 عامًا، بموافقة من عائلتهم، وجرى تزويدهم بوثائق هوية مزيفة، وتلقوا التدريب على القتال في سوريا من قبل الجماعات المسلحة هناك قبل نقلهم إلي ليبيا.
وشدد الخطاب على أنه جرى إصدار جوازات سفر تركية وعقود عمل للمقاتلين السوريين لفترات تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر، وأنهم حصلوا على مرتبات تتراوح ما بين 500 إلى 2000 دولار، وتم دمجهم في الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.
كما تشير رسالة الأمم المتحدة إلى أن نشر المقاتلين السوريين جاء بعد مذكرة تفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري وقعتها الحكومة التركية وحكومة الوفاق المنتهية ولايتها في 27 نوفمبر 2019 في إسطنبول. وأكد بيان الأمم المتحدة على حقيقة أن مذكرة التفاهم تنص على تبادل الموظفين والمستشارين.
كما نقل المقررون في الرسالة مخاوفهم من أن السوريين المنتشرين في ليبيا ينتمون إلى جماعات مسلحة اتُهمت بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في سوريا، مما يشي باستمرار دوامة الانتهاكات والإفلات من العقاب.
وأبلغ مقررو الأمم المتحدة حكومة الرئيس أردوغان بالقواعد والمعايير الدولية ذات الصلة التي تنطبق على القضايا المشار إليها في الرسالة.
وبحسب الموقع، فإن شركة سادات هي شركة تمولها الحكومة التركية وتدعمها بالكامل، مملوكة للجنرال المتقاعد عدنان تانريفردي، المساعد العسكري السابق للرئيس رجب طيب أردوغان.
وقد سأل نواب المعارضة في تركيا الحكومة عن دور شركة «سادات» في تدريب مقاتلي داعش وجماعة القاعدة السورية جبهة النصرة، والعلاقات الوثيقة بين وكالة المخابرات التركية و«سادات».
يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» قد أصدرت تقريرًا يشير إلى أن تركيا أرسلت ما بين 3500 و3800 مقاتل سوري مدفوعي الأجر إلى ليبيا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وأيضا ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العدد الإجمالي للمرتزقة السوريين في ليبيا بلغ 16500 بحلول نهاية شهر يوليو الماضي.