تزوجت من مسلم ومسيحي ويهودي.. واتهمت بالتخابر مع الموساد.. ما لا تعرفه عن عشيقة الملك فاروق
31 عامًا عاشتها الفنانة كاميليا، كانت خلالها مصدرًا للإثارة بشتى أنواعها، حيث ارتبط اسمها بالملك فاروق، وكذلك بالموساد، أما وفاتها فما زال لغزًا لم يُحل طلاسمه حتى الآن.. فما هي حكاية هذه الفنانة اليهودية؟.
الإثارة لازمت ليليان فيكتور كوهين منذ مولدها عام 1919، والتي حازت اسم «كاميليا» بعد دخولها مجال الفن، فرغم نسبها إلى هذا الأب إلا أن كثيرين أكدوا أن لا صلة لها بهذا الرجل، فالأم «أولجا» - اليونانية الأصل – تزوجت 3 مرات، الأولى من موظف سكندري مسلم الديانة، والثاني من تاجر موبيليا سكندري أيضاً مسيحي، بينما كان الثالث من يهودي يدعى فيكتور كوهين.
ولا يُعرف حتى الآن لماذا اختارت «أولجا» الزوج الثالث لتنسب ابنتها المولودة له، رغم أن «فيكتور» أنكر هذا النسب، وانتزع من الأم تعهداً بألا ترثه هذه الابنة المزعومة، ما اضطر الأم إلى تعميد ابنتها في الكنيسة استناداً إلى ديانتها.
رأس السلطة
أيًا كان الامر، فقد كبرت الابنة وتفجرت فيها معالم الأنوثة مبكراً، ما ساعد على التحاقها بالمجال الفني الذي اقتحمت من خلاله عالم الكبار في المجتمع حتى وصلت إلى رأس السلطة المتمثل في الملك فاروق، والذي تسببت علاقته بها في اتهامها بالتجسس عليه، وعلى الدولة المصرية لصالح الكيان الصهيوني وقتئذ.
وهناك فريق يرى أن كاميليا كانت عضواً نشطاً في شبكة التجسس على الملك وعلى الأوضاع السياسية في مصر في تلك الفترة المهمة من فترات الصراع العربي الإسرائيلي، مستنداً في ذلك إلى علاقة كاميليا الخاصة جداً بالملك فاروق الذي كان يدللها بـ«كامي».
لقد تغلغلت كاميليا داخل عقل ومشاعر الملك حتى أنها عرفت قرار طلاقه من الملكة فريدة قبل إعلان الخبر رسمياً، وعلى هذا فقد توافرت لها الظروف التي تجعلها على دراية بأدق الأحداث والتفاصيل داخل القصر أكثر من أي شخص آخر، كما اقتربت واخترقت دائرة مجتمع رجال السياسة والمال، معتمدة على أنوثتها الطاغية وموهبتها في استقطاب الرجال.
ويؤكد حنفي المحلاوي في كتابه «فنانات في الشارع السياسي»، أن كاميليا كانت عميلة للموساد في الفترة من عام 1948 حتى وفاتها عام 1950.
ونفس الرأي يتبناه أستاذ التاريخ الدكتور محمود متولي، فيقول إن كاميليا كانت مزودة ببعض التعليمات من الوكالة اليهودية في تل أبيب، وكان في استطاعتها السفر في أي وقت تحت ستار عملها بالتمثيل، وحُددت قبرص كمكان لالتقائها مع عملاء الوكالة.
ولا يستبعد «متولي» أن تكون أخبار سير العمليات الحربية في فلسطين التي كانت تحت بصر الملك فاروق تصل إلى كاميليا أثناء علاقتها به.
شائعة ملكية
غير أن هناك رأي آخر يستبعد فكرة عمالة كاميليا للموساد، ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن الملك فاروق هو الذي أشاع هذه التهمة عنها عندما ملّ الحياة معها، وأراد أن يتخلص منها.
بل إن أصحاب هذا الرأي يرون أن الملك هو الذي دبر لها حادث الطائرة عندما اكتشف أنها تخونه مع غيره من الرجال، وقالوا إن سلاح الطيران الملكي لم يقم بالبحث عن الطائرة المفقودة داخل الأراضي المصرية، والتي تم الكشف عنها بعد ذلك محترقة عند مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة.
تساؤلات عديدة
حادث موت كاميليا بدأ بشعورها بآلام متكررة في معدتها، فأرادت أن تطمئن على صحتها وتعالج هذا المرض، فاتصلت بأحد أشهر الأطباء الأجانب الذي أعطاها موعداً بعد يومين، واتصلت بشركة طيران «t.w.a» وطلبت حجز تذكرة في أقرب وقت ممكن.
ولكن موظف الحجز اعتذر لها بأن العدد مكتمل على الرحلة، إلا أنها قابلت اعتذاره برد عنيف فكيف لا تجد مكاناً على الطائرة وهي النجمة اللامعة التي عرفت طريقها إلى العالمية عن طريق المنتجين اليهود في الفيلم الإنجليزي «طريق السموم».
أغلقت كاميليا السماعة، وذهبت لتسهر مع مجموعة من الأصدقاء منهم المطرب الراحل فريد الأطرش، وسرعان ما دق الهاتف وكان المتحدث هو نفسه موظف شركة الطيران الذي قام بمحاولات عديدة حتى عرف بمكان وجودها.
أخبرها الموظف أن أحد الركاب اعتذر عن الرحلة (كان هذا الراكب هو الكاتب أنيس منصور)، وأن باستطاعتها السفر مكانه من مطار القاهرة في اليوم التالي.
استقلت كاميليا الطائرة مع ستة ركاب من مطار القاهرة وأقلعت من المطار، وكان آخر اتصال لها عن طريق اللاسلكي في الساعة الواحدة والنصف صباحاً وانقطعت الأخبار بعد ذلك، وسقطت الطائرة وسط الحقول وتفحمت الجثث.
وقرر الطبيب الشرعي الذي عاين جثة كاميليا أن سبب الوفاة هو الجروح النارية، وما صاحبها من صدمة عصبية وكسور في عظام الساقين.
أغرب ما في الحادث أن جهات التحقيق لم تجد شيئاً من متعلقاتها سوى خاتم سوليتير قيل أنه مهدي لها من الملك فاروق الذي اُتهم بتدبير الحادث. والشيء الثاني هو «فردة حذاء» من الستان الأخضر بلون الفستان الذي كانت ترتديه.
ماتت كاميليا عام 1951 لكن لم تمت تساؤلات عدة، منها من دبر الحادث؟ من قتل كاميليا؟ ما هي انتماءاتها؟ هل كانت على صلة بالوكالة اليهودية؟ هل كانت مسيحية متدينة كما يزعم البعض؟ هل كانت عميلة للموساد؟.