حكايات مثيرة حول أسود ”قصر النيل” .. وقصة ” شنبهم” الذى تسبب فى انتحار صانعهم

تماثيل قصر النيل
تماثيل قصر النيل

الصمت فى حرم الجمال، والخشوع فى حضرة الاسود، والحضارة التى تتحدث عن نفسها أمام الاجيال، كل هذا ينتابك عند الوقوف على كوبر قصر النيل، وأمام أسوده الأربعة التى تم تعيينهم خصيصا لحراسة جسر الخديوي، إسماعيل الذي يربط بين ميدان الإسماعيلية "التحرير" ومنطقة الجزيرة "الزمالك" في عام 1872.
هذه الاسود أو "السباع" شاهدة على الكثير من الأحداث التى مرت على البلاد منذ وقوفهم فى هذا المكان، الغريب فى الأمر أن هذه التماثيل الأربعة، صُنعت في الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد خلع وتولى ابنه الخديوي توفيق، وكانت تُجري في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديوي إسماعيل كما كان يسمى الكوبري آن ذاك، ورأى الخديو توفيق أن الكوبرى يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل.

قصة السباع الأربعة تعود إلى عهد الخديوي إسماعيل، الذى قام بتكليف النحات الفرنسي الشهير هنري ألفريد جاكيمارت، بعمل 4 تماثيل سباع ، و اقترح المثال أن تكون هذه التماثيل متوسطة الحجم ، و بالفعل تم تشكيل لجنة مكونة من المثال الكبير أوجين جيلوم، و المصور الشهير جان ليون جيروم، للإشراف على عمل التماثيل الاربعة، وظلت المراسلات المتبادلة بين أعضاء اللجنة و الخديوي إسماعيل، لإبلاغه بما يتم في شأن التماثيل المذكورة أول بأول.

التماثيل الأربعة كانت تشغل بال الخديوى طوال الوقت، وفي 22 مايو 1873 أمر ناظر المالية بفتح اعتماد بمبلغ 198000 فرنك باسم كل من "جيلوم و جيروم" ، أعضاء مجلس العلوم بباريس، للصرف منها على تماثيل السباع التي ستوضع بكوبري قصر النيل ، وعندما صلت التماثيل الأربعة إلى الإسكندرية في أواخر شعبان عام 1292 هجرية ، تم وضعها داخل ديوان البحرية بمحافظة الإسكندرية تمهيدا لنقلها الى كوبري قصر النيل بالقاهرة.

المثير فى الأمر أن أسود قصر النيل كانت سببًا فى انتحار النحات الفرنسى، حيث فوجئ الأخير خلال الاحتفال ببناء تماثيل أسود قصر النيل وحديثه عن تصميمه الفريد المتناسق و يتباهى بمدى كمال التماثيل و خلوها من أى عيوب، بطفل صغير يشير إلى أحد الأسود و يقول "هو فى أسد من غير شنب ؟!"، و ما أن انتبه " جاكمار" إلى هذا الخطأ الفادح حتى انصرف وترك الحفل، وانتحر بعدها من شدة خيبة أمله.

تم نسخ الرابط